التطرف يولد مزيدا من الغلو، ولن تنهض مصر ويعلو شأنها إذا مارست الفتيات الجنس قبل الزواج، نزولا على رغبة إيناس الدغيدى.. ولا إذا سيقت صاحبة الآراء الشاذة إلى ميدان عام وتم جلدها، تنفيذا لحكم خارج إطار القانون، حصل عليه المحامى نبيه الوحش.. ولا برقص الفضائيات طيلة ليلة الخميس على نار أشعلتها الجريئة، لملء الفراغ الإعلامى وانصراف المشاهدين عن متابعة برامج مستنسخة من بعضها.. ولا بتعليقات المتحدثين - لزوم التسخين - التى وصلت إلى حد الشتائم والقذف والسب والإيحاءات الجنسية التى لا تقل ضراوة عن أقوال الدغيدى الفاضحة.
المشكلة هى أن الصراع الفكرى الكاذب تحول إلى جنازة مليئة باللطم والنواح، ويتحسس كل طرف مسدسه كلما تحدث الآخر، ثم تتدخل الفضائيات فتشعلها نارا، فى أجواء ملتهبة وأزمات خانقة، وغالبية المواطنين يرفضون دعاوى التنوير التى تقترب من العقيدة الإسلامية وتمس ثوابتها، وضد المنهج الصادم الذى لجأ إليه إسلام البحيرى وشريف الشوباشى وإيناس الدغيدى وقبلهم سيد القمنى، حتى بدأ التصعيد وكأنه أجندة متفق على توقيتاتها لإثارة الرأى العام، وخلق حالة من الاحتقان المفتعل.
بالطبع يدخل الإخوان وحلفاؤهم قلب الحدث، ويتم تسييس الأزمة، وربطها بنظام الحكم وألحقوا الإسلام الذى يواجه هجمة شرسة فى بلد الإسلام، ويرقص الجميع على جثة الحقيقة، وهى أن أصحاب هذه الآراء المثيرة للجدل يعبرون عن أنفسهم فقط، وليس وراءهم دعم من أى جهة من الجهات، ولو تجاهلتهم الفضائيات ولم تشعل النار فى كلامهم، ما سمع عنهم أحد ولا استحوذوا هذه المساحة الكبيرة من الاهتمام.
المصريون يكرهون الجدل العقيم، فلا يقبلون المساس بالصحابة والأئمة ويرفضون الاجتراء عليهم، والمرأة المصرية اهتدت إلى حجاب عصرى لايقيد أنوثتها، أما الجنس على طريقة إيناس، فيرفضه غير المتدين قبل المتدين، وأهم من كل ذلك أن الأجواء ليست مهيأة لحوارات من هذا النوع، وأسلحة التشهير والتخوين والتكفير أزهقت روح الحوار، ويلعب الإعلام على «الرايجة»، وأخيرا، فالحل ليس جلد إيناس الدغيدى، بل أن يتوقف اللعب فى الرماد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة