ابن الدولة يكتب: طاقات الأمل.. لماذا لا نجعل من شباب مبادرة "اسمعونا" رمزاً لشباب قرر الثورة من أجل التنمية

السبت، 02 مايو 2015 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: طاقات الأمل.. لماذا لا نجعل من شباب مبادرة "اسمعونا" رمزاً لشباب قرر الثورة من أجل التنمية ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مصر تبحث عن طاقات أمل تدفع أبناءها إلى العمل، وليست فى أى حاجة إلى المزيد من الطاقات السلبية.. تلك حقيقة واقعة يجدها أى مخلص فى الوطن محوراً لأحاديث المصريين، فهم على مدار عقود فقدوا الدوافع والأهداف الوطنية التى تدفعهم إلى بذل الجهد والاجتهاد أو الالتفاف حول مشروع وطنى.. كما دفعت الحالة الثورية التى شهدتها مصر فى أعقاب ثورة يناير 2011 المصريين إلى الوقوع فريسة لكم هائل من الطاقات السلبية الناشئة عن العنف والتخوين والاستقطاب والتى شهدتها مصر.

فنحن لم نعد فى حاجة إلى المزيد من التقسيم والاستقطاب السياسى بعد أن قسمتنا النخبة السياسية والثقافية والدينية وحتى الرياضية إلى عدد هائل من التقسيمات التى ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا فلول لمجرد أنه خالف الثورى الرأى، وهذا خائن لمجرد أنه قرر أن يبحث عن الحرية أو ينتقد النظام، هذا ناصرى لمجرد أنه يعتز بالرئيس جمال عبد الناصر، وهذا علمانى لمجرد أنه وجد معه كتاباً لفرج فودة، وذلك سلفى لمجرد أنه يذهب إلى المسجد، وهذا ليبرالى تحررى، وذلك يسارى تقدمى، إلى أن أصبح لدينا شباب داعشى. نحن بحاجة إلى أن نجتمع على لفظ الـ«مصرى»، مصرى يجتمع مع مصرى آخر ليعيدوا بناء الوطن بغض النظر عن الدين أو النوع أو التوجه السياسى. نحن فى أشد الحاجة إلى أن نتصالح مع أنفسنا وأهالينا ونصدر طاقة إيجابية فى البناء والعمل.

كما أننا أيضاً فى حاجة ملحة لأن نترفع فيما بيننا عن أسلوب السباب والسخرية والتلاسن والابتزاز الذى بات يحكم المشهد الوطنى المصرى، ويكفيك أن تأخذ جولة سريعة بين مواقع التواصل الاجتماعى أو تتصفح جريدة أو تستخدم الريموت كنترول لتأخذ فكرة عن محتوى برامج الـ«توك شو» لتكتشف أزمة أخلاقية كبرى فى مصر، ما بين توجيه الاتهامات بلا سند أو دليل إلى إطلاق العبارات الساخرة والانتقاد المستمر دون البحث عن حلول، ما بين البحث عن كل ما هو سلبى إلى البحث عن كل ما هو مثير فقد الإعلام المصرى بوصلته، وهو الأمر الذى سندفع ثمنه جميعاً.. لأنك يا عزيزى المبتز اليوم.. غداً تُبتز كما علمتنا.

نحن فى أشد الحاجة إلى تبنى لغة حوار بيننا أكثر رقياً وانضباطاً، لغة حوار تنتقد من أجل الإصلاح، وتثنى من أجل المزيد من العمل، نحتاج لغة حوار تبحث عن طاقات إيجابية بين ربوع الوطن.

فالذى يخاطبنا عن دمج الشباب ويصدر لنا فى منبره الإعلامى حكايات عن الاغتصاب والقتل، لماذا لا يجعل من شباب مبادرة «اسمعونا.. فيه أمل» رمزاً للشباب الذى قرر أن يقوم بثورة من أجل التنمية والبناء على الرغم من اختلاف الكثير منهم مع النظام.. لماذا لا يستخدمهم نموذجاً لخلق حالة إيجابية بين المصريين.

والذى يخاطبنا ويسخر بأن العقول المصرية تهاجر ولا يُستفاد منها، لماذا لا ينظر إلى النموذج المصرى الأيقونى المسمى بـ«هانى عازر»؟ لماذا لا نجعله نموذجاً للمصريين المتحملين لمسؤوليتهم، الذين عادوا من الخارج ليبنوا مع المصريين فى الداخل وطناً كما حلموا به.. ألا يستحق هانى عازر أن يكون رمزاً لبناة الغد من شباب الوطن؟!!

آلاف النماذج الإيجابية موجودة بيننا، ولكن يتم إهمالها بفعل فاعل من أجل نماذج سلبية مطلوب تضخيمها وتصديرها للمواطن بلا حلول حتى نظل خاضعين لطاقات سلبية تحقق المصالح لمجموعات محدودة العدد والتفكير.

وللحق أقول إن هناك سلبيات حقيقية تستحق النقد والإبراز بجانب الإيجابيات، حتى نكون مجتمعا متسقا مع ذاته، ولكن حتى إبراز الظواهر السلبية يكون بعمق وتحليل ودراسة من جميع الجوانب لطرحها للمجتمع لإيجاد حلول لها بدلاً من أن تكون مبعثاً لليأس فقط.

نحن فى أشد الحاجة إلى إطلاق مبادرة مجتمعية تكتشف طاقات أمل بيننا وما أكثرها، نحتاج أن نرى وجوهاً جديدة تبعث فينا الأمل، نحتاج أن نكون أكثر رقياً وتحضراً فيما بيننا، يحتاج كل منا أن يكتب موقفا إيجابيا شاهده على مواقع التواصل الاجتماعى وموقفا سلبيا يقترح حلولاً له بدلاً من السخرية منه، نحتاج أن نعلى صوت الأمل من أجل العمل، فالوطن ينتظرنا فاعلين لا يأسين.

كم تشتكى وتقول إنك معدم.. والأرض ملكك والسما والأنجم.

اليوم السابع -5 -2015



موضوعات متعلقة..


- ابن الدولة يكتب: خدعوك فقالوا.. الشباب غاضب لا أحد حريص على الشباب سوى القليل.. والحقيقة أن النظام السياسى الحالى بدأ يضع أقدامه بثبات على أول طريق المعالجة الجادة لهذا الملف الشائك








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة