«إلعب يا عم خلّى عندك دم»

لست بكاتب هذه العبارة ولا قائلها بداية، إنما هى عبارة ألفتها ولحنتها جماهير الأهلى فى مران الخميس، قبل اللقاء الحاسم بين فريقها والمغرب التطوانى.. هتفت الجماهير الحمراء: «إلعب يا عم.. خلّى عند دم».. طبعًا المقصود حمية وحماس وغيرة يراها الجمهور فرائض غائبة عن النجوم الحمر!

سيدى القارئ الأهلاوى أولًا.. ثم باقى أسيادنا القراء بكل الألوان.. لماذا اختارت الجماهير هذا الهتاف؟!
مش بس إيه السبب، إنما أيضًا ليه ظلت الجماهير غير مهتمة بمحاولات إخماد الهتاف، أو حتى تغييره بـ« أهلاااااااااااااوى» المعتاد.. ده بقى سر الهتاف سيادتك!

أولًا، لأن الجماهير الحمراء رأت، أو هكذا فهمت من شريحة كبيرة منهم، أنهم لن يعتمدوا كثيرًا على قدرات جاريدو الذى يرونه أنه إلى زوال فى أقرب فرصة، ولو مع نهاية الموسم!

ثانيًا، أظن أن جماهير الأهلى لديها «كود» خاص يجمعها بنجوم ناديها جيلًا بعد جيل، بمعنى أنهم يسعون إلى تحفيزهم على خلفية المقولة العبقرية التى يرددها القاصى والدانى من الأهلاوية، بل وجماهير المنافسين، وهى أن «أى واحد يدرب فريق بتاريخ وحاضر وإمكانيات الأحمر، الطبيعى جدًا- من وجهة نظر الجماهير الحمر- أن يفوز ليس فقط بمباراة هامة، أو أخرى كبرى، أو ثالثة فى ديربى أو كلاسيكو، بل يفوز ببطولة.. آى ولله!

أذكرك سيدى القارئ أن جماهير الأهلى هى التى هتفت وقالت فى أزمنة سابقة، عندما كانت تحزن من مستوى مدربين أجانب: يا ناس رحلّوا الراجل ده.. لأن عم «حمبوله» لو درب الأهلى هايفوز بالدورى.
لمعلوماتك حضرتك.. عم «حمبوله» كان- الله يرحمه- رئيس عمال غرف الملابس بالأهلى!

أيضًا ما أشبه الليلة البارحة، واليوم = الغد فى الكيانات الثابتة، يعنى هناك همهمات بصوت عالٍ جدًا بتقول ردًا على رفض إدارة الأهلى ترحيل جاريدو: «ده لو عم حارس درب الفريق هنفوز بالدورى».. عم حارس متعه الله بالصحة والعافية هو خليفة «حمبوله» الآن!

تصور حضرتك إن جماهير بحجم الجماهير الحمر فقدت كل ما يمكن أن يكون أملًا فى أن يعيد جاريدو للأهلى هذا المستوى الذى اعتاده المواطن الأهلاوى، فكفوا حتى عن توجيه أى سباب له، أو مجرد الهتافات المطالبة بالتغيير، ودخلوا فى منطقة أخرى، وهى الاعتماد على النجوم واللاعبين عسى أن تصل الرسالة.

ما يدعم هذا الاتجاه أن علاء عبدالصادق عندما قال للجماهير ومعه كابتن الفريق حسام غالى لا يصح أن تتلفظوا هكذا فى وجه اللاعبين، كان رد الجمهور الأحمر مزيدًا من الهتاف، لكننا نؤازر الفريق ولا نقصد الإهانة.. وسكتوا وهتفوا: أهلاااااااااااااوى أهلاااااااااااااوى!

هل يفعلها اللاعبون ويعيدون للجماهير الأمل؟.. أظن أنهم على قدر المسؤولية، ولم ينل منهم تقطيع جاريدو!