شاهدت مثلى مثل ملاين المشاهدين على مستوى العالم الرئيس عبدالفتاح السيسى بموسكو الأسبوع الماضى حين لبى دعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحضور العرض العسكرى احتفالا بمرور 70 عاماً على النصر، كان الاحتفال مذهلاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وتضمن هذا الاحتفال المهيب لحظة إنسانية رائعة، حيث تمت دعوة قدماء المحاربين الروس الذين شاركوا فى الحرب العالمية الثانية، وهم بالطبع فى أعمار متقدمة للغاية ومن بينهم من يجلس على كرسى متحرك ومن أصيب بعاهة مستديمة من جراء الحرب ومن يستطيع مجاراة تغيرات الزمن والعجز إلخ، والشىء البديع أنهم جميعا جلسوا بمنطقة قريبة من الرؤساء الحاضرين، وقد ارتدوا ملابس الجيش الروسى وكل منهم وضع رتبته التى وصل إليها قبل الخروج إلى التقاعد، يالها من لافتة حضارية تبلورت حين تحدث إليهم الرئيس فلاديمير بوتين قائلاً: «لولاكم «يقصد المحاربين القدماء» ما كنّا اليوم نحتفل بهذا الجيش العظيم الذى حقق الانتصارات والمعجزات الحربية على مر التاريخ.. لولاكم ما وصلت روسيا إلى ما هى عليه الآن».. يا لها من كلمات وفاء تقشعر لها حقا الأبدان. وبكنيسة ويست منيستر بالعاصمة البريطانية لندن كان الاحتفال أيضا بعيد النصر على قوات هتلر، حيث قامت ملكة إنجلترا إليزابيث الثانية بتكريم قدماء المحاربين الإنجليز الذين ساهموا فى حرب تحرير أوروبا وقامت بتوزيع الهدايا والورود عليهم فى لحظة عرفان بالجميل.
رويت تلك الواقعتين لأننى تأثرت للغاية لما تحملانه من معنى عميق لمبادئ الإنسانية وإرساء مبدأ إعطاء كل ذى حق حقه، وعلى الفور تذكرت مصر.. مصر وطنى التى احتوت الجميع دينيا وثقافيا وعقائديا منذ قديم الأزل.. مصر التى كان من أهم ما يميزها أنها تعتز وتقدر كل من ساهم فى إنجاز باسمها بداية من إنجازات الحروب وصولاً إلى إنجازات كرة القدم.. مصر التى لم تنكر الجميل أبدا ولم تتفرق وتختلف إلا منذ فترة قصيرة للغاية تعود إلى أربع سنوات وأربعة أشهر فقط!! مصر وأهلها عارفون بالجميل ولا ينكرونه أبدا، مصر تعتز بتاريخها الممتد لآلاف السنين وتحترم حاضرها وتعمل لمستقبلها بدأب شديد.. مصر لا تعرف لغة الانتقام والتشفى والظلم لأنها ليست من شيم أهلها الكرام.. مصر لم تفقد إنسانيتها بعد ولن تفقدها مهما بلغ عدد المتآمرين.. مصر كانت ومازالت وستظل أم الدنيا بأهلها وحكامها.. هذا عهدى بك يامصر..ألا تتفقون معى أن الاحتفال بحرب أكتوبر المجيدة كان يستوجب دعوة وتكريم أبطالها الذين لايزالون على قيد الحياة؟! حتى وإن كانت لديهم قضايا تُنظر أمام المحاكم.. أظن الرسالة وصلت.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة