كريم عبد السلام

المثقفون المصريون وأموال قطر

الثلاثاء، 19 مايو 2015 03:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أستطيع لوم العمال المصريين البسطاء عندما يهرولون للبحث عن لقمة العيش فى المنافى والبلاد العدوة وتحت نير الحكام الخونة، لا أستطيع لوم العامل الذى فتش فى إسرائيل أو قطر عن بضعة دولارات بعد أن بحث فى قمامة بلاده فلم يجد قوت يومه، لكنى لا أستطيع أن أغفر للمثقف المصرى الذى يقبل بالسفر لإسرائيل فى الوقت الذى تحتل الأراضى الفلسطينية والعربية ولا أستطيع أن أغفر للكاتب المصرى الذى يهرول وراء جوائز قطر رغم دعمها الإرهاب بالمال والسلاح.

بالأمس القريب ثار غبار كثير حول جائزة كتارا للرواية التى تقدمها المؤسسة العامة للحى الثقافى «كتارا» وترصد لها جوائز مادية ضخمة حتى تصنع لها اسما عربيا ودوليا، وكان السؤال المطروح: هل يجوز مشاركة المبدعين المصريين فى مثل هذه الجائزة، أم أن المقاطعة واجبة؟

الانقسام كان سيد الموقف كالعادة، ما بين فريق واضح الرؤية يرى أن لا تبرير لمشاركة مبدع مصرى فى مثل هذه الجائزة التى تبحث عن القيمة المفتقدة، وأن المقاطعة فرض عين على جميع المبدعين المصريين، إسهاما رمزيا منهم فى الحرب التى تخوضها الدولة على الإرهاب ورعاته ومموليه، أما الفريق الثانى فكان من المزايدين والمبرراتية الذين يطوعون الوعى لتسويغ الخطأ واللعب بالكلمات للتفرقة بين ما تفعله قطر على المستوى السياسى وما تقدمه من أموال على الصعيد الثقافى، وهو لعب مفضوح يكشف طبيعة المثقف البراجماتى العدمى الذى ابتليت به الثقافة ليفسد المجتمع كله.

اليوم إعلان جوائز «كتارا»، وسنعرف من شارك وهرول من الروائيين المصريين، سنعرف من تجاهل المؤامرات على بلده ودماء الجنود التى سالت بسلاح الإرهابيين الممول قطريا طمعا فى حفنة دولارات مشبوهة، وسنعرف أن من ظلوا لسنوات يهاجمون على سالم وفريق المطبعين مع إسرائيل ليسوا أقل إجراما فى حق الشهداء والمصريين الطيبين منه.

سنعرف أيضا أن عقل هذا البلد مريض ووجدانه مريض، وأن هذا المرض هو أصل البلاء الذى أصابنا، وسبب الفوضى التى نعانى منها، فعندما لا يدافع المثقفون والمبدعون عن قضايا ومبادئ أمتهم ويلجأون للتبريرات المزيفة وتلبيس الحق بالباطل لتحقيق مكاسب شخصية، لا يمكن أن نحصد إلا الفساد والضعف والخسارات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة