الخوف على اللغة العربية له مبرره، ومعظم الذين حملوا على عاتقهم الدفاع عنها والإعلاء من شأنها أناس مخلصون ورائعون، من بين هؤلاء عبدالعزيز التويجرى، الأكاديمى السعودى المرموق، الذى كتب فى «الحياة» قبل ثلاثة أيام مقال «حماية اللغة العربية بالقوانين»، كتبه بمناسبة المؤتمر الدولى الرابع للغة العربية الذى عقد الأسبوع الماضى فى دبى، وهو المؤتمر الذى يهدف، حسب كلام القائمين عليه، إلى «تنسيق الجهود وجمع جميع الأفراد والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية باللغة العربية من جميع أنحاء العالم، حيث يعد المؤتمر باحة يلتقى فيها المسؤولون وصناع القرار ورجال وسيدات المال والأعمال والباحثون والمختصون والتقنيون والإعلاميون والمهتمون باللغة العربية، ومن جميع الوظائف والمهن والتخصصات، بهدف نشر الوعى وتحمل المسؤولية المشتركة.. والاطلاع على أحدث المستجدات».
التويجرى رأى أن حماية اللغة العربية لن تتم بالنيات الحسنة وبالإرادات الطيبة، ولا بالجهود الفردية أو الجماعية، فالحماية القانونية هى عماد الحماية الأدبية، لأن لغتنا العريقة تتعرض اليوم لخطر شديد يحدق بها، تتعدد مصادره، ولكن يأتى فى المقدمة منها، حال أهل اللغة المتسم بالضعف والتفكك، وهيمنة اللغات الأجنبية والعاميات المتعددة، واعتبر أن آفة اللغة الآن أنها غير مسنودة بالتشريعات الملزمة والأنظمة الحامية لها التى تصد عنها عدوان المعتدين، «ونستطيع أن نقول إن اللغة العربية مكشوفة بلا غطاء قانونى يقيها شر المتربصين بها»، وأشاد بتوصيات المؤتمر الحادى والثمانين لمجمع اللغة العربية فى القاهرة، الذى أوصى بتعريب العلوم، وأن تهتم وزارات التعليم العربية بتدريب المعلمين على استخدام الفصحى الميسرة، وأشاد بقرار الحكومة المصرية بضرورة التزام المدارس الدولية والأجنبية فى مصر بمقررات اللغة العربية والتربية الدينية التى تلتزم بها المدارس الحكومية.
الرجل خائف على اللغة العربية بصدق، ويريد حمايتها من أناس لا نعرف من هم على وجه التحديد، هل هم الذين يتحدثونها بطريقة غير سليمة، أم من الأعداء الكفار؟ نحن فى حاجة إلى مؤتمر لإنقاذ المواطن العربى أولا.. لكى يستطيع الكلام بشكل سليم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة