لينا مظلوم

المُستجير من "إيران".. بالتدويل

الجمعة، 15 مايو 2015 11:20 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المساعى الأخيرة التى طالبت بها ائتلافات حقوقية وجبهات سياسية عراقية لتدويل الانتهاكات الطائفية التى تحدث فى العراق أمام المنظمات العالمية ومنها المحكمة الدولية، التى تزامنت مع التمرير المبدئى لقرار الكونجرس تخصيص جزء كبير من المعونات إلى قوات البشمركة والعشائر حال عجز الحكومة فى اتخاذ خطوات محددة تنهى تهميش مصالح بعض طوائف العراق لصالح الأخرى، أثارت العديد من المخاوف والشكوك عبرت عنها مقالات لعديد من الكُتّاب.

العراق الذى يبدو "كالمستجير من إيران.. بالتدويل" يقع فعليا بين "نار" تحوله إلى محافظة إيرانية - كما صرح بشكل مباشر كبار قادة إيران، وما يحدث من تغيير الطبيعة الديموغرافية لمحافظاته.. وبين "رمضاء" أمريكا التى أوصلت الأوضاع فيه إلى طريق شبه مسدود، تصبح فيه المشكلة جزءا من الحل، بدلا من وضع العراق تحت سيطرة منظمة الأمم المتحدة بعد الغزو الأمريكى بما يسمح لأدوار دولية بالتواجد بدلا من استفراد قوات الغزو الأمريكى بمقدرات العراق، ثم سارعت بالتخلص من أزماته بتسليمه إلى إيران.

التدويل لم يعد مطلبا قاصرا على العراق.. فقد لجأت عدة دول عربية أخرى إلى التدويل بداية من قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان رفيق الحريرى إلى استغاثات حالية من داخل اليمن تطالب بتدويل الصراع الدائر هناك.. لكن يبدو أن اقتران توقيت المطالبة بالتدويل فى العراق مع قرار الكونجرس أدى إلى خلط المخاوف لدى بعض الكُتّاب بين إشكالية التدويل وفظائع الجرائم الأمريكية فى العراق.

الشعب العراقى الذى قاوم فى أحلك الأوقات التى تلت الغزو الأمريكى كل مساعى التقسيم مهما بلغ إغراء المسميات الأمريكية الطابع مثل "الفيدرالية" أو "حكم ذاتى".. قطعا لم يعد يجد بارقة أمل لإنقاذ بلاده سوى المنظمات والكيانات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبى.. إذ تبدو ظروف التوقيت الحالى ملائمة مع تراجع قوة التأثير الأمريكى على قرارات الاتحاد، وبلوغ أداء السياسة الخارجية الأمريكية أدنى مستوياته، بالإضافة إلى تنافس غير معلن بين الدول الأعضاء على الدور الأكثر نفوذا فى تحديد السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى خصوصا فى المنطقة العربية.

على صعيد القوى الأخرى، يبدو التدخل الروسى مستبعد فى الشأن العراقى، كون السياسة الروسية أكثر ميلا إلى تحقيق مصالحها من خلال علاقات تعاونية مع جميع دول المنطقة بما يخدم مصالحها، وأبرز مظاهر ذلك نجاحها على مدى العقدين الماضيين فى تطوير علاقاتها مع آيران ودول الخليج فى وقت واحد.

قيود الضغوط الشديدة التى تُكبل الحكومة وتعيق تحركها سريعا وجديا فى مسار المصالحة أدت إلى تصاعد المطالبات باللجوء إلى التدويل بعيدا عن المناورات الأمريكية بعدما انتهت زيارة الوفد الكردى برئاسة مسعود برزانى إلى واشنطن بخيبة أمل نتيجة رفض البيت الأبيض شروط برزانى حول التمسك بإعلان استقلال إقليم كردستان وتسليح البشمركة دون الرجوع إلى الحكومة العراقية.

- كاتبة عراقية

.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة