قرأت قصة عن رجل بقرية جبلية تبعد عن المدينة يستغرق سفر يومين، مرضت زوجته بمرض خطير وصعب، وكان يلزم نقلها لمستشفى المدينة ولقلة المواصلات وصعوبة وصول الإسعاف لوعرة الطريق، كان الرجل يحملها على وسيلة ابتكرها لمسافة طويلة للوصول للطريق الممهد لسيارات الإسعاف وسريعًا، توفيت الزوجة متأثرة بمرضها وحزن الزوج عليها بشدة وقرر البحث عن طريق سريع وسهل لإنقاذ أهل قريته من المرض والحوادث والمشاكل الصحية التى راح ضحيتها الكثير لعدم وجود الرعاية الصحية ووسائل مواصلات.
فجلس الرجل تاركاً الحزن جانبًا وبدأ سريعًا يفكر، فصعد على قمة الجبل ونظر قريته الواقعة على يمين الجبل وإذ مدينة كبرى يسار الجبل والمسافة بين القرية والمدينة لا تتعدى مسيرة دقائق أى عرض الجبل.
وهنا فكر بسرعة لابد من شق طريق بالجبل وبالفعل وبأدوات ومعدات بسيطة بدأ العمل الذى استغرق منه مدة قليلة لأنها مليئة بالعزيمة والإصرار من أجل خدمة القرية الإنسان والإنسانية بالمحبة والتسامح وخير بلده وحدثت المعجزة وأصبح ممهدًا تماما وسهلا والوصول للمدينة لا يستغرق زمن وبذلك انخفضت تفاقم الأمراض والوفيات وزادت المشاريع بتلك المنطقة وعمل مستشفى بها وأحس الرجل أن زوجته بالعالم الآخر سعيدة وهو برضا نفسى بما قدمه للإنسانية.
فحاجتنا الآن شق جبل المتاعب للوصول لمستشفى وبر الأمان والسلام وإزالة حجارة الإرهابية الهشة وصخرة التفرقة والتعصب والتمييز على أساس الدين فهى صخر عنيد يمزق نسيج جسد الوحدة الوطنية وتنقية كل مؤسسات الدولة والكل أمام القانون سواء ولا خطوط حمراء لأى مؤسسة كانت فلو ظل عدم قبول الآخر كونه مختلفًا معى فى الدين والمعتقد لم ولن يصلح حال مصر ولتسوية الطريق وتمهيده للعبور للبناء ورفع وطننا عاليًا لابد من الشفافية والوضوح والصفاء ويقظة ضمير الحق والعمل به على أرض الواقع .
رفعت يونان عزيز يكتب: جبل المتاعب وصخرة التفرقة
الأربعاء، 13 مايو 2015 10:12 ص
صخر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة