أعادنى الفنان محمد رشدى فى حديثه عن صديق عمره الشاعر عبدالرحمن الأبنودى إلى الأجواء التى صاحبت الأغنية القنبلة «تحت السجر يا وهيبة»، وكيف نقل «الأبنودى» بها الأغنية المصرية من حال إلى حال.
قال لى خلال تسجيلى لمذكراته: «ساعد المناخ السياسى على نجاح الأغنية، ونجاح الأغنية الشعبية عموما، كنا أمام رئيس هو جمال عبدالناصر يفتخر بأصوله الفقيرة»، ويقول: «أنا ابن بوسطجى مرتبه كان كذا، وأعاهدكم أن أكون فقيرا وأموت فقيرا، فلما تلاقى الرئيس بيقول كده وسياساته تعبر عن كده، يبقى راس وهيبة بنت الفلاحين ترتفع إلى سابع سما، يبقى لما الأبنودى يتكلم عنها، ويكتب عنها، ويحكى قصتها، تصدقه الناس على طول».
يضيف رشدى: «الأبنودى نظر للعواطف اللى عند وهيبة البنت البسيطة، بنفس النظرة للعواطف اللى عند الطبيبة والمهندسة وعالمة الذرة»، ويستدعى من مخزون ذكرياته معركة وقعت بينه وبين عبدالحليم حافظ حول هذا المعنى، ودارت وقائعها على صفحات الجرائد.
يقول: «بعد وهيبة تحدث المثقفون عن أنه أصبح فى مصر غناء شعبى بمواصفات جديدة، وأننى أصبحت ملك الأغنية الشعبية بجدارة، وحدث ذلك فى وقت كان عبدالحليم يتربع على عرش الغناء، فرد على ذلك بأنه المطرب الشعبى، وكمان مطرب عالمة الذرة، فقمت أنا بالرد عليه: أنا مطرب عالمة الذرة، ومطرب الأغنية العاطفية الجديدة التى تتفق مع المرحلة التى تعيشها مصر، والعواطف تشارك فيها وهيبة مع عالمة الذرة على قدم المساواة».
طبعا كلمات الأبنودى هى التى عملت هذه الحالة، هكذا قال لى رشدى، مضيفا: «كان فيه واحد بيراقب الحكاية كلها، بيراقب نجاح «وهيبة» وأنا مش عارف، الواحد ده عبقرى اسمه بليغ حمدى، كان مجنون بـ«وهيبة» وأنا مش عارف، بواب العمارة اللى ساكن فيها بليغ لما شافنى قال لى: الأستاذ وهو خارج، وهو داخل، وهو طالع السلم وهو نازل على السلم بيغنى وهيبة، انت عملت له إيه؟ واشمعنى وهيبة بالذات»، يضيف رشدى: «جاء لى بليغ، اتفقنا على أن نكون، أنا، وهو، والأبنودى، ثلاثى الحلم، الحلم بأغنية جديدة، الأبنودى بمحليته الشديدة فى الشعر يعنى الراجل اللى مقلعش جلابيته وهو بيعيش فى المدينة، وبليغ «الأفندى» ابن المدينة اللى مؤمن بالشعر الجديد اللى بيكتبه الأبنودى، وأنا الصوت اللى هينقل للناس الخلطة اللى هيعملها الاتنين، كان كل واحد مننا له خصوصية فى شخصيته، لكن الحلم هو اللى جمعنا، حلم الأغنية الجديدة».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة