السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أزيك يا أمى، عاملة إيه.. لو قدر ليكى تشوفى رسالتى دى معناها حاجة واحدة أنى استشهدت وأن أصحابى لقوها فى جيب الأفرول بتاعى.
أيوة يا حاجة لو قدر ليا استشهدت وبقى من جثتى بقايا ولقى أصحابى الرسالة دى هتوصل ليكى أكيد، أمى أنا بكتب الرسالة دى وجنبى النقيب ريمون نايم بنص عين، أه والله يا أمى ريمون كانت خدمته فى الشيخ زويد وعرف يقتنص كام واحد تكفيرى، تعرفى يا أمى لقى مع التكفيرى بنتين عمرهم 13 عاما وخاف يضرب عليه دانة المدفع وقرر يقتله بسلاحه الشخصى، بس يا أمى واحدة من البنتين ضربت عليه رصاص وربنا نجاه.
قولى لأخويا يا أمى أنا هاموت بطل والله الكلام ده مش "أفوره" ولا ببالغ فيه بس زى ما بويا قرر يدخلنى الجيش بعد الثورة وخرجت منه ملازم "قد الدنيا" فلازم أحمى "أم الدنيا" وعلشان كدة بصراحة أنا اللى كان عندى إصرار إنى أروح أخدم فى سيناء.
قولى يا حاجة لأحمد – أخويا - إنى قررت أكون بطلا لأن هنا فيه حرب بجد فيها سلاح ثقيل وفيها أسلحة متطورة وفيه أعداء منهم ناس بتضحك فى وشنا الصبح ولما الليل ييجى ويبدأ ضرب النار ونرد عليهم يا أمى بنروح نشوف اللى مات ونلاقى جثة لواحد كان الصبح بيفطر معانا.
من كام يوم جاء القائد العام الفريق صدقى صبحى، ورئيس الأركان الفريق محمود حجازى، قالولنا عن آخر الأخبار وعن حقيقة مايحدث فى العالم المحيط بنا، تناقشنا معًا ولم يتركونا إلا وكل فرد وضابط تم الإجابة على سؤاله، وأحضر لنا ضابط "الميس" الأكل وتناولنا الغداء معًا، وأثناء تناول الفريق أول صدقى صبحى غداءه سأل عن أحد الجنود تم تكريمه منذ شهور بسبب تضحيته فى الدفاع عن زملائه، فأخبروه بأنه استشهد، فلم يكمل طعامه وأمر بمقابلة أهله فور رجوعه للقاهرة.
أنا هنا سامع صوت ضرب النار برة، لأن العساكر واقفين "زنهار"، تعرفى واحد سمعنى أغنية "وااه يا عبد الودود" ماكنتش سمعتها قبل كدة دخلت غرفة "النوبتجية" وبكيت بحرقة، لأن نفسى اقف وأدافع عن كل البلد وعن أصحابى محمد وعادل ومصطفى وهانى وبيشوى، فى كل لحظة من حياتى.
حسك عينك تزحزح.. يدك عن الزناد
خليك يا عبده راصد.. لساعة الحساب
"الشيخ إمام"
أمى، تعرفى أن فيه عسكرى اسمه الشحات من الدقهلية، أتصاب فى مواجهة مع جماعات إرهابية وقعد مخبى إصابته وطلع عمليتين كمان معانا، ورجعنا لقيناه فى سريره ميت، سألنا أصحابه إيه اللى حصل وليه ماحدش قال.. واحد منهم قال إنه أخذ عهد عليهم أنه نفسه يموت فى الكتيبة ومش عايز يروح يتعالج ويترك المواجهات مع العناصر التكفيرية، ومن كام يوم فى خدمة الليل كان فيه عسكرى من الصعيد خللى طاقم الخدمة معاه نام وقالهم إنه هايفضل صاحى لحد الصبح وقبل صلاة الفجر كانت رصاصة مخترقة وجهه ودمه سال على سلاحه ولم يتركه حتى استيقظ أصدقاؤه ونطق الشهادتين.
لما تشوفى يا أمى صورتى ولا جثتى اوعى تبكى أو تضعفى، عايزك تقولى لكل الدنيا وأنتِ لابسة أبيض فى أبيض أنك أم الشهيد وأم البطل اللى ضحى وعايزك تطلبى من الرئيس ولا القائد العام لو حضر جنازتى أنه يكتب ليكى وعد أن أحمد أخويا يدخل الكلية الحربية.
صحيح كمان كنت عايز أفرحك.. إحنا نجحنا فى القضاء على أكثر من 100 تكفيرى وإرهابى خلال الأيام اللى فاتت بس، وعرفنا أماكن فى الجبال تخص أنصار بيت المقدس وهجمنا عليهم واستطعنا السيطرة على بعض مخازن سلاح ثقيلة وقبضنا على 20 منهم.
.. .... ....
النقيب ريمون بصوت عال "الطائرة العسكرية وصلت لنقل جثمان الشهيد الملازم أحمد فؤاد.. أحد الجنود يقترب منه: يا فندم وجدنا تلك الرسالة فى جيب "الأفرول" للشهيد.. ينظر لها ويقرأها ويضعها فى جيبه".
.... .... ....
و"عايز أقول للشعب مصر ماتخفوش.. أحنا واقفين ناخد الرصاصة فى صدرنا بدالكم".. النقيب شهيد أحمد فؤاد حسن.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة