لينا مظلوم

"هواجس" على صفحات العقل

الجمعة، 24 أبريل 2015 11:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الصدى العالمى الإيجابى الذى أحدثته دعوة الرئيس السيسى إلى أهمية إصلاح وتطوير الخطاب الدينى، قابله انتشار هاجس من نوع آخر.. تمثّل فى ردود أفعال سطحية تدنت بالخطاب الدينى وأقحمته فى قضايا هامشية بدلا من الارتقاء به حتى يصبح أحد أهم أدوات إنقاذ ما يمكن إنقاذه بين الشباب الذى تعرض بطريقة ممنهجة لغسل عقولهم وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تغذى بحور دماء لا تطفئ ظمأ الجماعات الإرهابية. هاجس جعل العقيدة ميدانا لكل مدمنى الشهرة أمام الكاميرات وجزء من التسلية "بقشور" جدلية عن أئمة واجتهادات شخصية وافتعال أزمات مع الأزهر.. لا تضيف للدين ولا تدخل ضمن هموم المواطن.. بدلا من التركيز على جوهر الأزمة ومطالبة الأزهر القيام بدوره فى تحديث الخطاب الدينى.

استدعاء الحجاب بالمفهوم السطحى أيضا جزء من "الشو" أو الهاجس الدينى.. فالحجاب قضية شائكة تحمل تبعات وعوامل متنوعة منها الدينى، الاقتصادى، السياسى والاجتماعى.. قد يكون أقرب إلى المنطق إذا ارتقت الدعوة إلى ثورة ضد كل مظاهر القهر على المرأة. حقيقة مؤكدة أن هناك مدارس تفرض زى الحجاب على التلميذات كجزء من الزى المدرسى وأماكن عمل تتبع ذات المنهج التعسفى، لذا كان الأجدى بدعوة رفع القهر عن المرأة اختيار نمط عمل مؤسسى جماعى يُكمل التقصير فى متابعة الوزارات المعنية عن طريق رصد المدارس وأماكن العمل التى تمارس القهر ضد المرأة فى الزى والمعاملة، وتقدمها إلى الوزارة المختصة ليتم التعامل معها وفق القانون- حتى لو تطلب الأمر وضع قوانين جديدة مشددّة، أو حتى فضح هذه الحالات فى الإعلام، أما الدعوات الخطابية إلى ارتداء أو خلع الحجاب.. لا تخرج عن كونها حالة استعراضية ضمن الهاجس الدينى الذى اصبح مادة مغرية لكل عشاق الشهرة.

إذا كان للهاجس السياسى بعض المظاهر الإيجابية.. من المؤكد أن الاندفاع لتغذية هاجس دينى يعزف على أوتار الإثارة والصراخ لن يحمل سوى تغييب للعقل عن طريق إبعاده عن جوهر الدعوة التنويرية التى تحث عليها العقائد السماوية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة