29عاما على الرحيل.. صلاح جاهين غنى لـ"البهجة" ومات بـ"الاكتئاب"

الثلاثاء، 21 أبريل 2015 11:00 م
29عاما على الرحيل.. صلاح جاهين غنى لـ"البهجة" ومات بـ"الاكتئاب" الشاعر الكبير صلاح جاهين
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن صلاح جاهين "بدعا" بين الشعراء بحكمته وانتشاره وتأثيره فهو كالمتنبى ملأ الدنيا وشغل الناس، فلم يكن جديدا على الشعر العربى ظاهرة الشعراء الفلاسفة أو الفلاسفة الشعراء، فصلاح جاهين ينتمى إلى سلسلة فى الأدب العربى أشهرها أبو العلاء المعرى، واليوم تمر الذكرى الـ29 على رحيله فى مطلع الربيع.

فى السادسة عشرة من عمره، كتب "صلاح" يرثى الشهداء الذين سقطوا فى مظاهرات الطلبة بالمنصورة عام 1946 قائلا:

كفكفت دمعى ولم يبق سوى الجَلَد
ليت المـراثى تعيد المجـد للبلد
صبراً ... فإنا أسود عند غضبتنا
من ذا يطيـق بقـاءً فى فم الأسد



إنه صلاح جاهين الفنان التشكيلى والشاعر والممثل الذى كتب ورسم وغنى وفرح وحزن واكتأب، بل هو أكثر من ذلك إنه الشاهد على عصر كامل على بدايته ومجده وانكساره، هو ابن المرحلة الناصرية بامتياز، وأكثر المعبرين عن حبها، هو الحزين الذى قتله الاكتئاب فى المرحلة السادتية.

حاسب من الأحزان وحاسب لها
حاسب على رقابيك من حبلها
راح تنتهى ولابد راح تنتهى
مش انتهت أحزان من قبلها


لكن "عجبي" هذه المرة لم تأتى من صلاح جاهين الذى قال هذه الرباعية ولم يلق لها بالا، لكنها جاءت من حاله، فلم يكن يعرف أنه أول الذين لم يطبقوا هذه الكلمات وهذه "الحكمة"، قالها وعبر، ولم ينتبه للأحزان التى سيطرت على روحه الشفيفة، لأن المعروف فى "سيرة الحياة" أن يكون عمر الإنسان أقل من "تجربة الوطن" لكن الذى حدث هو العكس فى حياة صلاح جاهين، عاش هو ورأى التجربة الناصرية تتوارى وتضيع.
كلماته أصبحت "حكما" يقولها الناس فى الشوارع، ممتلئة بالفلسفة الوجودية، لكنه فلسفته تهم الفقير والهامشى والضائع لم يبحث عن علة خلق الأرض والسماء، فقط بحث عن علة الإنسان وألمه وحزنه.

إيش تطلبى يا نفسى فوق كل ده؟
حظك بيضحك وأنتى متنكدة ..
ردت قالتلى النفس قول للبشر ..
مايبصوليش بعيون حزينة كده


ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى، المعروب بصلاح جاهين، يوم 25/12/1930 ، بدأ جاهين حياته العملية فى جريدة "بنت النيل"، ثم جريدة "التحرير"، وفى منتصف الخمسينيات بدأت شهرته كرسام للكاريكاتير فى مجلة "روز اليوسف"، ثم فى مجلة "صباح الخير" التى شارك فى تأسيسها عام 1957، واشتهرت شخصياته الكاريكاتيرية مثل "قيس وليلى"، "قهوة النشاط"، "الفهامة"، وغيرها من الشخصيات.

وصدر ديوانه الأول "كلمة سلام" عام 1955، والثانى "موال عشان القنال" عام 1957، وفى نفس العام كتب أوبريت "الليلة الكبيرة" أحد أروع إبداعاته، وصدر ديوانه "الرباعيات" عام 1963، ثم "قصاقيص ورق" عام 1965.
ثم جاءت الطامة الكبرى، وحدثت نكسة 1967، وحدث الشرخ الأكبر فى حياة الشاعر واستسلم للحزن الذى تحول لاكتئاب مقيم لم يفارقه حتى 21أبريل 1986.


موضوعات متعلقة..


بالفيديو.. قصيدة صلاح جاهين "انتهى الدرس" تهزم الأعمال السينمائية








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة