أعتقد أنه آن الأوان لكى نستثمر حصاد خبراتنا وخبرات الشعب مع الثورتين اللتين خضناهما واللتين علمتنا كل منهما الكثير وراجعنا من خلالهما مواقف كنا نتجاهلها فى عهود سابقة.. أتحدث عن وعى السلطة وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى حين ركز على احترام رجل الشرطة للشعب والذى أكده وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار حين أعلن أن كرامة الشعب المصرى خط أحمر.. وهذا التصريح الذى أعلنه الوزير هو ثورة ضد كثير من مظاهر الانحراف التى شهدتها مصر فى السنوات السابقة نتيجة الفهم الخاطئ لاستغلال السلطة.. فالثابت أنه لابد أن تكون هناك ثقة متبادلة بين المواطن والشرطة، وهذه الثقة هى التى تعيد المنظومة السليمة العادلة بين الشعب والسلطة فى المطلق وبين رجل الشرطة وبين المواطنين على وجه الخصوص، اليوم حينما يفكر الوزير الإنسان اللواء مجدى عبدالغفار بهذه الرؤية المتسعة التى ستكون محور كيان وزارة الداخلية، فإننا ننتظر طريقة جديدة لفهم جديد كنا قد نسيناه فى عهود لم يكن همها الأول هو الإنسان المصرى، بقدر ما كان يهمها أمن الشارع بأى شكل ولو على حساب الجماهير.. وزير الداخلية مجدى عبدالغفار نموذج مثالى لرجل اختبر الشخصية المصرية، ومن خلال وعيه وثقافته وتوغله فى جذور الحياة المصرية عرف كيف تكون العلاقة السوية بين المواطن المصرى وبين رجل الشرطة التى فى الأساس لابد أن تبنى على محبة متبادلة وتقدير من كل طرف للآخر، مع الاعتراف الأكيد بأن رجل الشرطة يتعرض لمخاطر عمل ولابد من مساندته وتقديره، وثانى الأسباب التى لوح الوزير بها فى خطة عمله الجديدة هو حاجة المواطن لمزيد من التفهم لمعاناة حياته اليومية وحمايته حتى يستطيع مواصلة عمله فى كثير من القطاعات وفى أوقات مختلفة يتحمل معها التعرض لمخاطر أيضا.. يضع الوزير نصب عينيه هذا التطور الذى حدث للمجتمع منذ ثورة 25 يناير التى أعادت لنا فور نجاحها الشعار الذى طالبنا به منذ سنوات وهو شعار «الشرطة فى خدمة الشعب».. وقد اختفى هذا الشعار الإنسانى المطمئن فى عهدى السادات ومبارك.. دون أى مبررات يمكن أن نقتنع بها.. ومنذ اختفى هذا الشعار والمواطن يحس باغتراب، كانت من أهم ثمار ثورة 25 يناير عودة الثقة المتبادلة بين المواطن وبين رجل الشرطة، ولكن لم يتم استكمال وتنفيذ هذا إلا فى بدايات عهد الوزير اللواء مجدى عبدالغفار، وأحسبه من الحكمة والضمير أنه أسرع فى وأد الاحتقان المستمر بين الطرفين رجل الأمن والمواطن، وهى معضلة كان من الصعب تنفيذها.. إلا تحت لواء رجل يحمل فى قلبه قدرا كبيرا من الإنسانية ويتسع لإصلاح المنحرف وليس ذبحه أو تعذيبه.. ويتسع أيضا لأحتواء المحتاجين إلى يد تمتد لكى تنقذ أسرة أو تحمى أفردا من التشرد أو تسعف عائلات أو حيا من التسكع خلف العشوائيات التى كم تتسع لمزيد من المخالفات والجرائم، الوزير اللواء مجدى عبدالغفار.. لديه هذه الإنسانية، وفى المقابل يمتلك قوة الحزم وسيف البتر لكل فاسد أو مجرم لا تصلح معه لغة الحوار.. أما على مستوى رجل الشرطة، فالرجل يطلب منهم الحزم والرحمة معا.. حتى يختفى الاحتقان الذى كان موجوداً بين الطرفين الشعب ورجل الشرطة، لأنه من الأجدى ألا نقول طرفين ونقول طرف واحد، لأن رجل الشرطة هو من الشعب أب وابن وقريب لكل أبناء هذا الشعب ولا يمكن الفصل بينهما لأن انحراف طرف من الأطراف يعنى اهتزاز هيبة الداخلية والشرطة، ولهذا فالوزير يحاسب المخطئ دائماً ولا يتهاون ولا يهادن فلابد أن تكون هناك جهة رقابية تمنع الانحراف، ولعلى سعدت أيضاً بأن أجد فى المقابل من هذه السياسة البارعة للوزير اللواء مجدى عبدالغفار.
أقول لوزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار.. لقد جئت مع القدر فى وقت تحتاجك مصر.. نحتاج منك الحسم والإنسانية فى يد واحدة لا يفصلهما أحد ولا يفسدها أحد أبداً ليبقى الرباط المقدس بين المواطن المصرى وبين رجل الشرطة ثابتا موصولا قويا أبد الدهر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة