أصعب شىء أن تجلس أمام موهبة محبطة، أو فنان يهتم بتقديم موهبته ويسعى للوصول إلى شريحة أكبر من جمهوره الذى أعطاه الكثير من المؤشرات أنه على الطريق الصحيح لذلك لا يتردد فى خوض مغامرة فنية لصالح هذا الجمهور وللتأكيد على موهبة تستحق الاحتفاء أتحدث هنا عن الفنان هشام إسماعيل المعروف عند جمهوره باسم "فزاع " وهى الشخصية صاحبة الجماهيرية وواسعة الانتشار التى أعطت لصاحبها أملا فى أن القادم أفضل، لذلك لم يتردد هشام فى أن يضع حلمه أمام عينيه، ويعمل جاهدا على تحقيق حلمه، وهو لم يطلب شيئا أكثر مما يستحق، ولم يطمع فى الكثير، لم يفكر مثلا أن يتصدر شباك التذاكر، ويقال عليه محطم الأرقام القياسية، فقط كان يطمح فى أن تأخذ موهبته فرصتها الحقيقة، من خلال شخصية أحبها الجمهور ولأجل جمهوره صنع فيلم "فزاع" وراهن على محبة الجمهور وشعبية الشخصية، ولكن كالعادة هناك وفى كل مكان من يضعون العقبات ولا هم لهم سوى إحباط الآخرين والتقليل من شأن أحلامهم، وفرض حصار من كل ناحية.
أتحدث هنا عن ما تعرض له فيلم فزاع _ بغض النظر عن مستواه الفنى _ من ظلم بدءا من محاولات إجهاض السيناريو والذى صاغه هشام أيضا، وصولا إلى قلة الدعاية من جانب الشركة المنتجة، وعدم الترويج للعمل سواء بالشكل التقليدى أو ما يتناسب مع روح وطبيعة الفيلم، وقلة عدد النسخ المطبوعة، كان من حق هشام أن يأخذ فرصته كاملة مثله مثل باقى الأفلام المعروضة والمتنافسة جنبا إلى جنب فى دور العرض، ولكن يوجد دائما مصاصو دماء المواهب الذين يصرون أن يقولون لأصحاب المواهب أنتم هنا فى تلك المنطقة ولن يسمح لكم بالخروج منها، ليس من حقك أن تحلم نحن من نسمح بتحقيق الحلم بالشكل الذى نراه والتوقيت المناسب لنا، رغم أن هشام كان يحاول أن يبدو قويا ومتماسكا وذلك بالسخرية مما حدث له فى تجربته السينمائية الأولى ولكن كانت هناك مرارة فى كل كلماته وتعبيراته.. ويبدو أننا وطن يعشق قتل المواهب أو بسترتها بما يليق بطموح الأباطرة!
هشام الذى تخرج من كلية التجارة وإدارة الأعمال وكان يعمل بأحد البنوك الاستثمارية وترك كل ذلك لأجل حلمه الفنى حيث قدم عددا من الأعمال المسرحية مع فرقة ستوديو 2000 (المؤلف لينين الرملى)، وجاءت بدايته الحقيقية فى مسيرته الاحترافية عندما قدم مسرحية "قهوة سادة" للمخرج الكبير خالد جلال والتقطته عين مخرج مبدع مثل شريف عرفة ليقدم به إعلانا لشركة اتصالات حقق نجاحا كبيرا ومن بعدها حقق نجاحات، وانطلق مع شخصية فزاع.
ورغم الحصار الذى فرض على هشام لا نملك إلا أن نقول له موهبتك تستحق الحفاظ عليها وتطويرها لا تستسلم وقاوم فالقادم لك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة