لا أدرى من أين جاءت فكرة هدم مقر الحزب الوطنى المنحل، ولماذا يخشى المسؤولون من مبنى محترق لا يتخذ قرارات، ولا يمتلك إرادة، ولا يمكنه مثلًا أن يدخل الانتخابات البرلمانية المتعثرة؟، ولا أدرى من أين جاءت فكرة الربط بين الحزب المنحل وبين مبنى تاريخى شهد فى ذاته تحولات سياسية على مدى عصور عديدة، هل عجز السادة فى الحكومة وفى المراكز والهيئات التابعة لها عن وضع تصور لهذا المبنى الذى يحتل مساحة كبيرة فى موقع استراتيجى؟، هل وجدوا صعوبة فى أن تتولى شركة وطنية مثل «المقاولون العرب» مثلًا إعادة تأهيل المبنى وتجهيزه ليكون مجمعًا للمصالح أو فندقًا عالميًا يحمل اسم ثورة 25 يناير أو 30 يونيو؟، هل فكروا فى قيمة الخسارة المادية بعد هدم المبنى الذى تتجاوز تكلفة مثيل له نحو نصف مليار جنيه؟، وإذا كانوا فكروا وحسبوا مقدار الخسارة المادية وارتضوها لمجرد عمل شو أمام وسائل الإعلام، إننا هدمنا رمز الحزب الوطنى المنحل، فهل يستحق هذا الشو أن ندفع فيه نصف مليار جنيه؟
مثل هذا التفكير العقيم هو أساس البلاء وسبب تخلفنا، وبدلا من اتخاذ قرارات حتى يقال إن للحكومة الفلانية هى من فعلت كذا وكذا، علينا اتخاذ قرارات للاستفادة القصوى من كل مورد أو أصل أو منشأة أو طاقة فى هذا البلد.
يا سادة، يا مسؤولين، يا أصحاب القرار والحل والربط فى البلد، من فضلكم ارجعوا عن هذه الخسارة المؤكدة، وأوقفوا هدم مقر تاريخى ضخم تصادف أن وضع الحزب الوطنى المنحل يده عليه دون وجه حق، وفكروا بدلًا من ذلك فى طريقة لاستثماره واستغلاله دون أى محمل سياسى أو رمزى، واطمئنوا تمامًا فالحزب الوطنى المنحل غير المأسوف عليه لن يعود من موته مهما فعل أعضاؤه السابقون، ولن يقبل به المصريون، لأن زمنه ولّى وانقضى.. وفى حال تحول المبنى إلى فندق عالمى أو مقر لمجمع شركات أو غيرها من الحلول الاستثمارية الأخرى، فسيكون بقاؤه وتحوله إلى هيئة جديدة تأكيدًا على زوال الحزب الوطنى وأيامه وسلطان رجاله، وسيكون العصر الجديد والمبنى الجديد شاهدين على حُسن تصرف الحكومة، وسياستها الرشيدة التى تتبنى البناء والترشيد بدلًا من الهدم والتبذير.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة