لينا مظلوم

الطريق إلى كامب ديفيد.. مفروش بالتناقضات

الجمعة، 17 أبريل 2015 11:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تَنظُم يد إدارة أوباما قصائد المديح فى النظام الإيرانى.. بينما تحمل وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكية عصا التهديد باليد الأخرى!! فى حوار أوباما مع توماس فريدمان- بما عرف عن تضمن كتاباته إشارات سياسية صادرة عن البيت الأبيض- لم تفلح عبارات الدبلوماسية "المطاطة" فى إخفاء نبرة التهديد المبطن الى دول مجلس التعاون الخليجى، مما وصفها أوباما (موجات سخط الشباب من الغاضبين والعاطلين فى بلادهم والتى تمثل خطرا أكبر من التهديد الإيرانى).. خصوصا أن هذه المنطقة هى الوحيدة التى لم تمر بتغييرات سياسية تعثرت وسُرِقت بسبب الكثير مما قد يندرج تحت بند التدخلات العالمية والإقليمية.. أوباما لم يوضح أبعاد "صعوبة" الحوار الذى ينوى إجراءه مع القادة الخليجيين وسط التضارب فى التصريحات بين دوائر صنع القرار الأمريكى.. مع توقيت الحوار، وجه وزير الخارجية جون كيرى التهديدات العنيفة إلى إيران واتهمها بزعزعة استقرار المنطقة، واصفا تدخلاتها بالمرفوضة، كما أكد وزير الدفاع آشتون كارتر أن المنشآت النووية الإيرانية ستخضع للتفتيش الدورى خلافا لما ذكره المرشد الأعلى للثورة الإسلامية على خامنئى عن رفض إيران للتفتيش.

أمام هذا التخبط فى المواقف تلقى قادة دول المجلس الدعوة إلى اجتماع فى منتجع كامب ديفيد حول أحداث اليمن. المملكة السعودية صاحبة الدور الأكثر تأثيرا فى المجلس تذهب إلى الاجتماع وهى تضع نصب عين التحالف السنى، الذى تهدف إلى تكوينه ودعمه فى مواجهة المد الشيعى المتمثل فى السعى الإيرانى لبسط نفوذها على المنطقة.. كما تضع نصب العين الأخرى الخلافات بين دول من أعضاء هذا التحالف، خصوصا أن منها ما وصل إلى طريق شبه مسدود، كما الحال بين مصر وتركيا، بينما نجحت السعودية فى "تجميد" أجواء التوتر المصرى- القطرى.

الدور السعودى أيضا امتد تأثيره من مجلس التعاون الخليجى إلى جامعة الدول العربية على حساب الدور القطرى، مما سيطرح توازنات مختلفة عما سبق فى اختيار الأمين القادم للجامعة.. بعد كل المعلومات عن التدخل القطرى السافر، الذى كانت تؤكده لى مصادر دبلوماسية داخل الجامعة، لذا تعى السعودية جيدا أهم المقومات، التى سيستمد منها هذا التحالف قوته.. أن تجمع بين الدول الأعضاء قراءة سياسية موحدة للأوضاع فى المنطقة.

عدم ذهاب دول إلى كامب ديفيد رغم كونها من التحالف العربى مثل مصر والأردن وتركيا، يبدو أحد أسباب "الفتور"، الذى استقبلت به دول المجلس الدعوة الأمريكية.. تحرك القوات البحرية المصرية السريع نحو مضيق باب المندب لحماية هذا الشريان الاقتصادى الهام ومنع تدفق الأسلحة بحرا من إيران إلى قوات الحوثيين فى اليمن، مع حقيقة أن منطقة الخليج- كما هو الحال مع غزة- تمثل قضية أمن قومى لمصر التى كانت صاحبة المبادرة فى إحياء دور الدفاع العربى المشترك.. هى كلها أسباب منطقية تؤكد ضرورة المشاركة المصرية فى حال انعقاد هذا الاجتماع.. وليس الاكتفاء بسياسة التوازنات الأمريكية المتمثلة فى تزامن توقيت الإعلان عن الاتفاق النووى بين أمريكا وإيران مع رفع الحظر عن التسليح الأمريكى لمصر والإعلان عن صفقة صواريخ "هيل فاير".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة