النرجسية أحد أنواع اضطرابات الشخصية يصاب بها حوالى 1% من الناس، وهى تنتشر عند الرجال أكثر من النساء وبنسبة 50-75% من الحالات العادية. وفيها يشعر الفرد دائمًا بإحساس متضخم من الأهمية الذاتية والرغبة فى الحصول على الإعجاب من الآخرين.
وتقترن النرجسية بالأنانية وحب الذات وعدم تحمل المسئولية يمكن أن نقول إن هناك درجة من حب الذات مقبولة ولكن إذا تفاقمت وزادت عن حدها أصبحت مرضية. كان فرويد أول من استخدم مصطلح النرجسية ويرى أن لدينا رغبات نرجسية وحب للذات بشكل طبيعى وبعد ذلك يتطور إلى حب الآخر، ورأى بعض المحللين أن الشخصية النرجسية عملية تعويض مرضى على بعض المراحل العمرية والعلاقة الأبوية وقد يكون السبب عادات متداخلة ومعقدة من زيادة التدليل فى الطفولة أو الإهمال وإيذاء الآخر.
الشخص النرجسى هو فرد يزدرى الآخرين ويتكبر عليهم وهو شخص ضعيف الثقة بالنفس، والشخص النرجسى يكون غير قادر على التعامل مع الآخرين أو تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، فالبعض يرى أن به جزءًا من الشخصية الحدية المعادية للمجتمع، ويرى الفرد أنه أعلى من الآخرين ومختلف عن الجميع ويتجاهل مشاعرهم ويستغلهم ويشعر بالغيرة من نجاح الآخر ويبالغ دائمًا فى إنجازاته ويحاول دائمًا الظهور بدون مشاعر تجاه المحيطين فهو شخص يتعدى حدود الثقة الطبيعية بالنفس إلى الإعجاب المفرط غير الواقعى.
ومن سلوكيات الشخصية النرجسية وأعراضها الانشغال بخيالات النجاح والجمال والغيرة من الآخرين وهو شخص متبجح ومتغطرس فى سلوكه وكلامه، ويشعر دائمًا بالضعف وأنه غير مرغوب حتى يصل مع البعض إلى حالة من الاكتئاب وهنا يحاول اللجوء إلى المساعدة والاستشارة.
يحاول دائمًا البحث عن الطرق التى تثير الاهتمام وتجذب الآخرين له حتى يستطيع الوصول إلى كلمات الإعجاب والمدح التى تُرضيه، تزداد هذه الحالة لدى الأشخاص المشهورين الذين تتطلب مهنتهم ذلك وبعض أصحاب الطبقات العليا ومتفوقى الجمال من الجنسين، وهذا الاضطراب دائمًا ما يرافقه التغيرات المزاجية ويغلب عليها الاكتئاب والشعور بالعظمة، ومزاج شبه هوسى وزيادة النشاط، وبعضهم عصبى ويلجأ للإدمان ويصاب إما بالسمنة وزيادة فى الوزن أو نحافة وضعف فى الوزن.
ولكى نساهم فى وقاية أبنائنا جميعًا من الإصابة بهذا الاضطراب، علينا التعامل السوى مع أولادنا لتفاديهم فى الوقوع فى هذا الاضطراب فالمعاملة الوسطية وعدم التدليل أو التسلط الزائد له دور كبير فى تكوين الشخصية، ونساعد أبناءنا أن يكونوا شخصية اجتماعية جيدة معتدلة مع الآخرين، وكذلك التقرب منهم وتوفير حاجاتهم الوجدانية قبل المادية.
ويشتمل علاج هؤلاء على تعديل منظومة التفكير من خلال العلاج المعرفى السلوكى بجانب تنمية مهارات التواصل مع الآخرين والعلاج التحليلى والعلاج الدوائى يكون نادرًا للبعض إذا كان الاضطراب مرافقًا بالاكتئاب، وأيضًا العلاج الجماعى ومشاركة من يعانون نفس المشكلة وأيضًا مساعدة الأهل ومعرفتهم للمشكلة وجوانبها وكيفية المساعدة، فإذا قرر صاحب الشخصية النرجسية العلاج عليه طلب المشورة وعدم التعالى عنها لمساعدة ذاته أولاً وطلب المساعدة من المقربين والالتزام بخطط العلاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة