المستريح والريان والسعد أشهر أباطرة توظيف الأموال
ودخل عالم توظيف الأموال العديد من الأباطرة أمثال أحمد الريان، الذى ذاع صيته فى ثمانينيات القرن الماضى، وتم اتهامه فى قضايا توظيف أموال، وقيل إنه حول نحو 3 مليار ونصف دولار إلى بنوك أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وقضى 21 عامًا خلف القضبان، وكذلك أشرف السعد، رئيس مجلس إدارة شركة السعد للاستثمار وتوظيف الأموال، الذى أحيل إلى محكمة الجنايات سنة 1993 بتهمة عدم إعادته 188 مليون جنيه للمودعين إلى أن ظهر، أحمد المستريح الذى تردد اسمه كثيرًا فى الأونة الأخيرة حتى أصبح لقب "المستريح" يطلق على كل من نصب على المواطنين بأسم توظيف الأموال بدلا من الريان.. واستطاع المستريح جمع أموالًا طائلة بلغت 200 مليون جنيه بعد إيهام ضحاياه باستثمارها فى السيارات وكروت الشحن والعقارات، ولجذب ضحاياه أقنعهم بحصول المودع على أكثر من 100% من قيمة المبالغ، التى يودعها قبل نهاية العام الأول ولإحباك مؤامراته أوهم ضحاياه بأنه على علاقة قوية بقيادات مهمة بالدولة وامتلاكه العديد من الشركات والعقارات على خلاف الحقيقة، لإقناعهم بتسليمه المبالغ من أجل استثمارها فى مشروعاته مقابل حصولهم على 11% شهريا من قيمة المبالغ التى يدفعونها، شهريا وهكذا استطاع "المستريح"، ان يجنى اموالًا طائلة فى فترة قصيرة، ووصل عدد ضحاياه - وفقًا للتحريات الأولية لرجال المباحث - إلى أكثر من 500 مواطن.
قائمة موظفى الأموال ضمت ربات منازل وموظفين حكومة وعاطل انتحل صفة مستشار
أحمد المستريح، اسم فى قائمة طويلة إذا تضم المئات من المستريحين، الذين أراحوا أنفسهم بالنصب وأرهقوا المواطنين، والقائمة تضم موظفين حكوميين وأرباب منزل ومسئولين فى الدولة، ونصابين احتالوا على المواطنين وألصقوا بأنفسهم صفات وظيفية وهمية لتسهيل أعمالهم.
"مهند.م" عمل طبيب بيطرى بالإسماعيلية، وبدأ نشاطه بالسويس سنة 2011، عندما أسس شركة "ماركت واتش ايجيبت" وقدم عروضًا لاستثمار الأمول، تصل أرباحها 65% والتزم فى بداية الأمر بصرف العائد والأرباح، حتى ذاع صيته ومنحه عدد كبير من أهالى السويس مبالغ وصلت إلى 50 مليون جنيه، ثم هرب للخارج، وحرر الأهالى محاضر اتهموه فيها بالنصب عليهم، وقبل هروبه مهند أنشأ شركة بمنطقة الكيلو 14 بالإسماعيلية، تركها لثلاثة من مساعدية لاستكمال نشاطه، والغريب أن مساعديه كانوا لا يملكون أى رأس مال، وبعد عملهم مع مهند أصبح لديهم ملايين، وزاع صيتهم فى توظيف الأموال، ويسعى الآن عدد كبير جدًا من المواطنين بالإسماعيلية والشرقية وبورسعيد لبيع ممتلكاتهم ودفعها لمساعدى مهند على أمل الحصول على عائد مادى كبير يُغيّر مصير حياتهم، دون الحصول على أى ضامن لدفعهم تلك المبالغ، فى الوقت الذى لم يعلم هؤلاء المواطنين نصب مهند على آخرين فى السويس.
لم يتوقف أمر توظيف الأمول على الأباطرة، فهناك بعض أصحاب النفوس الضعيفة من البسطاء اتخذوا من توظيف الأموال مسلكًا.
عاطل انتحل صفة مستشار بمكتب النائب العام للنصب على المواطنين، والاستيلاء على أموالهم، بحجة قدرته على تشغيلهم فى وزارات وهيئات بالدولة، وتقاضى مبالغ ضخمة منهم وحينما تهرب من رد المبالغ تقدم الأهالى ببلاغات ضده، وتمكنت الأجهزة الأمنية من الإيقاع به، وتبين أنه صادر ضده عدة أحكام بالسجن فى قضايا نصب.
وجمعت ربة منزل مبالغ ضخمة من المواطنين بالقليوبية وادعت تشغيلها فى الأجهزة الكهربائية وومع عجزها عن رد الأموال للمودعين الذين بلغ عددهم حوالى 25 مواطنا فرت هاربة، وتقدم الأهالى ببلاغات ضدها واستطاعت قوات الأمن الإيقاع بها وإحالتها للنيابة، التى أمرت بحبسها.
واصطاد موظف بمكتب بريد بيلا فى محافظة كفر الشيخ، يدعى"ع.س" زبائنه من رواد المكتب، واستولى على مبالغ ضخمة منهم بحجة توظيفها مقابل فوائد نسبة تتراوح بين 12% و16% شهريًا، وفى غضون ذلك وردت معلومات للأجهزة الأمنية عن نشاط المتهم، وكشفت التحريات عن اتخاذه النصب مسلكا وتمكنه من جمع 60 ألف جنيه، من مواطنين أوهمهم بأنه وسيط لدى إحدى الشركات الشهيرة المتخصصة فى توظيف الأموال والتابعة لهيئة البريد، والقت الشرطة القبض عليه، وأمرت النيابة بحبسه.
دور الدين فى لجوء المواطنين لشركات توظيف الأموال والابتعاد عن البنوك
توظيف الأموال أو ما يعرف بالاقتصاد الموازى ساهم فى نشاطه ولجوء المواطنين إليه العديد من العوامل، كان الدين أهمها، حيث انتشرت العديد من الفتاوى، التى تشدد على حرمانية إيداع الإموال فى البنوك خلال السنوات الماضية، ما ساهم بشكل كبير فى ابتعاد المواطنين عنها فيما ظهرت فتاوى تبيح التعامل مع شركات توظيف الأموال باعتبارها حلال شرعًا وتتفق مع صحيح الدين، والبعض شرطها بأن تكون التجارة فى سلع وأمور محللة، وألا تكون الأرباح مقررة وفقا لاتفاق مسبق بين الطرفين.
خبير مالى: المواطنون لا يملكون ثقافة مصرفية ويعتبرون البنوك فقط للأغنياء
ما هو الهاجس الذى يدفع المواطنين لتجنب إيداع أموالهم بالبنوك، رغم أنه تقدم فائدة تتراوح بين 9 و10%، لا تختلف كثيرًا عما يمنحه موظفو الأموال من فوائد، والتى لا تزيد عن ـ16%؟ سؤال طرحناه على على محمد فؤاد خبير سوق المال، فقال إن الصورة الذهنية لدى المصريين تتمثل فى البنوك لا يدخر فيها إلا الأغنياء فقط، والفقراء ليس لهم مكان فيها، وهذا يتسبب فى "تخسير" الجهاز المصرفى مليارات الجنيهات.
وأشار فؤاد إلى أن المصريين يملكون أمولا سائلة ضخمة، وهذه الأموال ظهرت عند طرح شهادات قناة السويس الجديدة، التى جذبت 65 مليار جنيه فى أسبوع فقط كان أغلبها من المواطنين وليس البنوك.
وأكد فؤاد ضرورة التثقيف المصرفى، وأن تعمل الحكومة تدريجيا على ميكنة تعاملاتها وجعلها عن طريق الجهاز المصرفى بشكل كامل، حتى تكون السيولة المالية للبد كلها موجودة فى شريان واحد هو الجهاز المصرفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة