المهندس المعمارى تامر حسن صالح
وأضاف "صالح" فى الندوة التى عقدت مساء أمس بجمعية التراث النوبى الثقافى، أن المواطن النوبى درس ديناماكيات الهواء قبل الشروع فى بناء المنزل، مشيرًا إلى أنه تعامل مع البيئة الحارة التى كان يعيش بها بطرق مبتكرة، وغير مكلفة للحصول على التهوية المناسبة، فبنى أسقف منزله على شكل قباب بها فتحات لضمان توزيع الهواء داخل أركان الغرفة، لافتًا إلى أن درجة الحرارة تقل 7 درجات فى المنازل المبنية بالقباب عن مثيلتها المبنية بسقف أفقى.
وأشار "صالح" إلى أن العمارة النوبية لها أبعاد مختلفة، من بينها البعد الاجتماعى والثقافى، مؤكدًا أنها أسلوب حياة، لافتًا إلى التقسيم الذى بنا به المعمارى النوبى منزله، حيث قسم المنزل إلى ثلاثة أقسام الأول المصطبة الخارجية، والتى يجلس عليها الرجال بالخارج للسمر أو لاستضافة عابر سبيل، حيث لا يجوز استضافه داخل المنزل مباشرة، ويأتى له أصحاب البيت بالبرش وهو البلح والقهوة وغيرها من مأكولات الضيافة، أما الجزء الثانى بالمنزل هو الدهليز الذى يكون على يمينه ويساره غرفتان يعرفان بـ"المندرة"، أما الجزء الثالث هى غرف المنزل والتى يكون من بينها غرفتان للخزين، تضع بها ربة المنزل الحبوب والبلح والدقيق، وخزين الطعام.
الأديب النوبى محيى الدين صالح
فيما قال الأديب النوبى محى الدين صالح، إن النوبى يستضيف ضيوفه على مراحل فإذا كان الشخص غريبًا يستضيفه على المصطبة خارج المنزل، وهذا ليس معناه أنه لا يحب الغرباء أو لا يكرمهم، ولكن إذا أراد البقاء عدة أيام فيستضيفه فى "الديوانى"، وهى عبارة عن جناح كبير معد ومجهز خصيصًا داخل كل منزل نوبى لاستقبال الضيوف ويوجد بداخلها حمام، ومظلة، وكل سبل الحياة داخل البيت الأساسى.
وأضاف محيى الدين صالح فى حديثه عن العمارة النوبية، أن النوبى عرف حتى اتجاه الحشرات كالعقارب وهى أخطر الحشرات التى تعيش فى المناطق الحارة، وعلى هذا الأساس رفع بناء أعتاب المنزل بطول 20 سم حتى لا تتمكن من الدخول.
جانب من الندوة
وأوضح تامر صالح أن العمارة النوبية تتركز الآن فى قرية المحاميد بإدفو حيث يعرف أهلها فنونها، لأنهم أكثر الناس التى حافظت على شكل البيت النوبى بعد التهجير، لافتًا إلى أن المعمارى الكبير حسن فتحى عندما تعرف على البناء النوبى قال "اكتشفت أنى اتعلمت هندسة غلط"، كما أن مدينة الجونة بالغردقة كل من بناها عمال نوبيون، وهى فى الأصل كلمة نوبية تعنى المستقل.
أحد المواطنين النوبيين يشيد بأعمال تامر صالح
وعرض تامر صالح فيلمه القصير "صفية" الذى صوره عن حياة النوبة القديمة قبل التهجير، متحدثًا فيه إلى السيدة صفية، وهى إحدى الجدات الكبار من النوبة، وتعرف الكثير من الأسرار والتفاصيل عن النوبة القديمة، ولهذا أطلق على الفيلم اسمها، لافتًا إلى أنه بصدد إصدار كتاب بعنوان "العمارة النوبية بين الأصالة والمعاصرة.. دعوة لتأصيل الهوية"، كما أنشأ جمعية بعنوان "تراثنا" بهدف تأريخ وتوثيق كل ما يتعلق بالثقافة النوبية القديمة، وشارك فى بناء بعض القرى السياحية على الطراز النوبى بطريق مصر إسكندرية الصحراوى.
موضوعات متعلقة:
- بالصور.. أحمد لعب دور النوبى بالسينما وأصبح فتى النوبة الأول
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة