أعتقد، بل لدى يقين، أن التحديات التى تواجه المؤتمر الاقتصادى الذى ننتظره خلال أيام، هى التى ستزيد من فرص نجاحه وتأكيد فعالياته واستمرار فوائده، فهذا المؤتمر ليس نهاية حسم مشروعات، بل هو بداية جديدة لوطن يريد الإصلاح وترتيب أوراقنا المتناثرة، وبعث روح الأمل فى شبابنا الذى ظلمته عهود سابقة لمدة أربعين عاما لم يكن هو البطل على الساحة بل كان فى الغالب مهمشا أو منفيا أو مكبوتا أو ميتا، ومنذ ثورة 25 يناير والشباب يحاول أن ينحت لنفسه سبيلا للخروج من الأزمة.. والأمل ينعقد فى حسم قضية الشباب فى المؤتمر الاقتصادى، لأنه ببساطة سوف يدمر أساليب الروتين التى تعرقل أى محاولات للتنمية وتطوير المشروعات الكبرى أو متناهية الصغر.. ومن بين بنود أحد أهم فعاليات المؤتمر، بند الإدارة، وهو من أوائل اهتمامات إنجاح هذا التجمع المصرى العربى العالمى، لأن الإدارة فى مصر تحتاج إلى تعديل إن لم تكن ثورة.
اليوم يعرف الجميع أن هذا المؤتمر سوف يدفع عجلة الدولة إلى الأمام وسوف يغير من شكل ومضمون كل ما يتصل بنظم الاقتصاد المصرى، ولهذا فإن التحديات تزيد يوما بعد يوم، وكلما عرف المتآمرون أهمية هذا المؤتمر وما سوف يحققه ويصبو إليه زادوا فى طغيانهم وسعوا إلى تعطيله والتفنن فى أشكال الإرهاب من تفجير قنابل هنا وهناك، إلى حرق أهم مركز للمؤتمرات بمدينة نصر، وما شابه ذلك.. إلا أن هذه التحديات لا تزيدنا سوى قوة وكانت فرصة لأن يعاد تقييم كل ما يتصل بالاقتصاد المصرى، حتى تحدث انطلاقة واضحة فى هذا المجال الأسمى، الذى من شأنه الوصول إلى حالة الاكتمال المجتمعى التى نسعى إليها منذ ثورة 23 يوليو 1952، ولكنها تأجلت كثيرا بسبب الحروب المتتالية وتدنى مستوى الإدارة وتتابع عودة الإرهاب من وقت لآخر، مما يحدث من نتائجه هروب المستثمرين الأجانب وتقليص دورهم.. اليوم استيقظ العالم على مصر جديدة وعرف أنها بعد الثورتين الخالدتين 25 يناير و30 يونيو تحولت إلى كيان مثالى يحاول التخلص من همومه ومن أزماته الماضية.. ولهذا فإن هناك ستين دولة شاركت فى المؤتمر حتى اليوم، إلى جانب 20 منظمة دولية أكدت مشاركتها.. وهذا يؤكد أن نظرة العالم إلى مصر تغيرت.
العالم كله تأكد أن الرئيس السيسى يعمل ليس من أجل مصر وحدها بل من أجل سلامة الشرق الأوسط وبلاد العرب التى تحاول الرجعية والصهيونية اللعب بمقدراتها، وقد حدث أن نجحت فى تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا وكان من خططهم أن يستمروا فى تدمير كل البلاد العربية حتى مسمى خريطة جديدة للشرق الأوسط، وهو ما تزعمته الصهيونية وصدرته لنا الساقطة الأمريكية كوندليزا رايس التى روجت لفكرة الفوضى الخلاقة، وهى نظرية تؤكد سعى الشيطان الأعظم- أمريكا- نحو نسف كل البلاد العربية وكل ما تملكه من تراث، ولهذا فهم يهدمون تراث العرب ويسرقون تراث وآثار العراق منذ الغزو العراقى، ثم حاليا تسعى داعش التى تمولها أمريكا تمويلا ماديا وفكريا لهدم الآثار العراقية وتسرقها وتنسبها إلى إسرائيل وأمريكا، اليوم نطلب من الله أن تكمل فعاليات ونجاحات المؤتمر الذى نسعى لأن يكون الانطلاقة الكبرى لاقتصادنا بل لكل ما يدور فى مصر من ثورة ومحاولات تطوير، إن نجاح المؤتمر الاقتصادى بإذن الله هو نجاح جديد لثورة مصر ولشعب مصر ولقياداتها الرشيدة ورئيسها الذى وهبه الله الحكمة والصبر والمثابرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة