هناء عبد الفتاح

عودة السيدة الأولى

الأحد، 08 مارس 2015 09:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وكأنه مكتوب على هذا الشعب أن يظل يضرب أخماس فى أسداس، ويعض فى نفسه غضبًا وغيظًا واستنكارًا لسيناريو "السيدة الأولى"، تلك السيدة التى من وجهة نظرى المتواضعة خلقت لتفقع مرارة المواطنين وتضخ فيهم باستمرار رسائل مفادها "أنا فوق الجميع بأمر جوزى واللى مش عاجبه يشد فى حواجبه"!! تلك السيدة التى لا تتوقف أبدًا عن استفزاز الناس بآلية ظهورها حتى لو كان لظهورها نفع وحتى لو كانت صاحبة أيديولوجيا بناءة ولديها مشروع إيجابى حقيقى.

عن نساء كثيرات أتحدث ولكن أكتب هذه السطور تحديدًا بمناسبة ظهور السيدة زوجة السيد محافظ الإسكندرية، هذه السيدة التى نزلت علينا أخبارها المستفزة كالمطر بعد تولى زوجها حقيبة الإسكندرية مباشرة، مرة تحضر معه اجتماعه مع وزيرة العشوائيات بغير صفة وتجلس بجواره لتوجه الاستفهامات وتسجل الملاحظات وتطرح الرؤى، ومرة تدير لقاء كامل بالنيابة عنه وتأمر بعدم التصوير، ومرة تدفع أحد العاملين بقصر الثقافة لتقديم استقالته اعتراضًا منه على تدخلها فى شئون لا تمت لها بصلة، غير إنها زوجة صانع القرار فيها!!، والأدهى من كل ذلك أن السيد زوجها لا يرى أى مشكلة فيما تفعل ويبرر ذلك بوجوب احترام نزول المرأة للعمل العام ووجوب فتح المجال لها لتشارك فى بناء بلدها وطالما هى لا تتقاضى أجرًا على ذلك فلا مانع أبدًا منه، ويستمر فى كلام لا موقع له من الإعراب، مؤكدًا أن مكتبه دائمًا مفتوح ليستقبل أفكار كل من يريد رفعة بلده مثلها، يا سيادة المحافظ قولك هو فى الواقع قول الحق الذى يراد به كل الباطل، لأن نزول المرأة للعمل شىء وأن تجلس زوجتك على كرسيك بدلاً منك لتسأل وتستفهم وتناقش وزيرة الدولة للعشوائيات _دون صفة رسمية_ عن أحوال البلاد والعباد شىء آخر، قولك هو قول الحق الذى يراد به الباطل، لأن احترام المرأة وتشجيعها على العمل شىء وأن تترك لزوجتك حق أن تتفقد موظفين تحت إدارتك لتأمر بينهم وتنهى للدرجة التى تدفع أحدهم للاستقالة شىء آخر.

أكبر دليل على أنه قول الحق الذى يراد به باطل هو أنك لن تسمح لى أنا مثلاً لو طلبت منك كمواطنة أحب بلدى وأريد رفعتها دخول مكتبك لأناقش موظفيك فى أفكارى للبلد، أنت لن تسمح لى لو طلبت منك أن أدير اجتماعًا مع رؤساء الأحياء عندك لأطرح عليهم رؤية جادة أريد توصيلها حول نظافة الشوارع، لن تسمح لى أن أتجول باسمك فى قصور الثقافة وأصدر أوامر للناس بتفويض منك حول ما يصلح وما لا يصلح، لن تسمح لى ولن تسمح لأى امرأة أخرى أو حتى رجل بذلك _وزوجتك أيضًا لن تسمح_ اعلم جيدًا يا سيادة المحافظ أن تصريحك هذا زاد الأمر تعقيدًا تجاهك لأن سيادتك تخاطب به عقول أنت تتخيلها عقول لبلهاء لا يفقهون شيئًا ولا يعلمون، الرئيس السيسى جلس على سدة الحكم فى البلاد منذ مدة قاربت على عام ولم تظهر زوجته من وقتها إلا مرة أو مرتين فقط وفى المرتين كان الظهور مقتضب جدًا ولم يستفز أحد وفى أضيق نطاق وبلفتة إنسانية احترمها الجميع، فما المانع أن يكون ظهور زوجتك بنفس الآلية بدلاً من كم الصدامات التى فعلتها مع الناس فى أقل من شهر توليت فيه أنت رئاسة الإسكندرية؟.

ما المانع من أن يكون حب البلد الذى تتحدث عنه يدفع للبناء ولا يكون حب الدبة التى قتلت صاحبها؟، ما المانع أن تأخذ قرارًا يمنع مزيدًا من الاستفزاز للرأى العام ويمنع رئيس الجمهورية ووزير التنمية المحلية من الندم على الانحياز لتجربة الاستعانة بالشباب والتخلى عنها فى أقرب فرصة تسمح؟

ملحوظة كاتبة هذه السطور عضو لجنة الشباب بالمجلس القومى للمرأة ولها مؤلفان عن حقوق وحريات ومعاناة المرأة، فما بالك بحال من أصلاً لا يؤمن بقضيتها؟!








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

فيفيان سلامه - أسكندريه

لا تلوموا الزوجه .. لوموا وزير الأداره المحليه اللى أختار جوزها لهذا المنصب

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر

حكايه كل يوم

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور سمير ابراهيم

اسطوانة مشروخة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة