لم أستغرب عندما أعلن عدد من شرفاء الكتاب والصحفيين دعمهم للزميل طلعت إسماعيل فى انتخابات مجلس نقابة الصحفيين، فالرجل ذو سمعة طيبة فى أوساط المهنة منذ ما يزيد على ربع قرن، كما أنه صحفى كفء يشهد له الجميع بالمهارة والبراعة.
عرفت الصديق طلعت إسماعيل فى أواخر ثمانينيات القرن الماضى عندما عملنا معًا فى جريدة «مصر الفتاة» التى كان يرأس تحريرها الأستاذ مصطفى بكرى، وكان طلعت يشغل منصب مدير التحرير، وهو لم يتجاوز عامه الثامن والعشرين.
أذكر جيدًا كيف أدار طلعت بكفاءة الجريدة التى لقيت إقبالا واسعًا من القراء نظرًا لموقفها السياسى الشريف ضد أمريكا وإسرائيل من ناحية، وللمهارة المهنية التى تتبدى فى صفحاتها من ناحية أخرى، وأشهد أن طلعت كان مثالا جادًا للعمل الدؤوب والمثابر.
كنا نشغل فى البداية شقة فى وسط البلد، ثم انتقلنا إلى شقة أخرى فى الدقى، وكان طلعت يبذل جهودًا خارقة للحفاظ على الإيقاع المنضبط فى العمل، ورغم بعض المنغصات المعروفة التى تصيب جريدة معارضة شريفة فى زمن مبارك، إلا أنه تمتع بصبر وحكمة ورؤية تجعله يستشرف آفاق العمل ومدى قدرته على التطور الاستمرار.
فى يوم من أيام 1991 ذهبنا طلعت وأنا إلى مطابع الأهرام لنتابع صدور العدد الجديد من مصر الفتاة «كانت تصدر كل أحد»، وكان القلق يعترينا، لأن رئيس حزب مصر الفتاة آنذاك كتب مقالا طويلا فى العدد الفائت ينتقد فيه دولة عربية مهمة، وبالفعل.. ظللنا فى الأهرام ننتظر وننتظر، ولم يصدر العدد، لا يومها ولا فى أى يوم آخر!
ليلتها قال لى طلعت بأسى: «هذا الجورنال died»، أى مات!
بعد ذلك بعقد من الزمان التقينا طلعت وعادل السنهورى وعماد الدين حسين وأنا فى دبى، حيث عمل الثلاثة فى جريدة البيان الإماراتية، واشتغل كاتب هذا المقال فى دار الصدى للصحافة، وكان بيننا لقاءات منتظمة فى مقاهى دبى.. نحكى ونتحدث ونتذكر.
ولما صدرت روايتى «العاطل» تلقاها طلعت إسماعيل بمودة كبيرة، وأبدى رأيه النقدى بكل حب وحصافة، فشكرا جزيلا طلعت إسماعيل، الرجل الذى يستحق أن يزدان مجلس نقابة الصحفيين بحضوره البهى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة