حلم أبناء زفتى باستقبال المستشفى للمرضى، بكامل طاقته.. يشكل عندى ملامح عمل كثيرة.. هذا المستشفى العام توقف لمدة خمسة عشر عاما.. تحول خلالها إلى مستنقع للأمراض والأوبئة، والمدهش أنه يقع على واحدة من أجمل بقع جمهورية مصر.. على النيل بمحافظة زفتى.. عودة المستشفى للعمل واستقباله للجماهير الأسبوع الماضى تحول أمام عيونى إلى مشهد أعاد إلى الذاكرة عشرات من المواقف الإنسانية الجميلة، فالمستشفى ليس مجرد مبنى وشكل.. وإنما هو روح وحياة وأمل فى غد أفضل..
وبحضور محافظ الغربية النشيط سعيد مصطفى. أحسست بالتفاؤل، فهذا الرجل بهدوئه وحماسه ومتابعته لمشاكل الجماهير يعرف كيف ينهض بالمحافظة خاصة أنه دؤوب فى عمله، ولهذا لا يشعر المواطن بالغربة.. وأنا أناشد الجماهير بهذه المناسبة أن يحافظوا على هذا المكان.. لأن من حقهم أن ينعموا بمستشفى متكامل يتسع لكل التخصصات ومختلف الحالات، أما الحديث عن وزير الصحة الدكتور عادل عدوى، فمهما طال لا أستطيع أن أوفيه حقه.. لقد كان هو صاحب الفضل الأكبر فى عودة البسمة إلى وجوه أهالى زفتى.. هذا الرجل لا يعرف الراحة يصول ويجول فى كل أنحاء مصر لتطوير نظم الصحة.. هذا الرجل جاء فى وقت كان يحتاج فيه قطاع الصحة لقيادة مثالية تتمكن من تحويل مساره من العشوائية إلى المثالية.. وقد أثبت عدوى قدرته على ذلك بسرعة أكد أن لديه تخطيطا واضحا وخريطة من خلالها يعرف ماذا يفعل، ولهذا أضاءت مستشفيات كثيرة كانت مغلقة لسنوات طويلة تصل إلى عشرة وخمسة عشر من الأعوام، والدكتور عادل عدوى يجيد الإدارة الحاسمة التى معها ينجز بسرعة حل الأزمات، ولهذا فقد تمكن بحضوره وخبرته ووعيه أن يحقق أحلام الجماهير.. وقد تحقق ذلك فى مدينة زفتى، تحولت الخرابة إلى صرح طبى متكامل يعتمد عليه تماما فى علاج التخصصات العادية والحرجة والمستعصية، وبهذا اكتملت المنظومة هناك، فالمستشفى حاليا مجهز بكل الإمكانيات الطبية بكامل طاقته، وهذا الحلم الذى أصبح حقيقة.. لم يكن سوى سراب من الصعب أن يتحقق وأن يكتمل لولا جهود المخلصين، وفى المقابل كانت هناك حرب شرسة ضد هذا النجاح يقوده الفاشلون المشككون الذين حاولوا إقناع الإعلام المصرى والصحافة أن ما يحدث من تطوير مستشفى زفتى العام هو مجرد شو إعلامى.. ودارت الأيام وتحقق الحلم الصعب، وبالفعل صار المستشفى صالحا تماما للعلاج واستقبال المرضى..
ولا أعرف لماذا يتوحش فريق أعداء النجاح بهذه القسوة، إنهم يهزمون أنفسهم فى النهاية.. هؤلاء الذين اختاروا الطريق العكسى، طريقا ضد إرادة الناس وضد المجتمع.. وكلما أضأنا شمعة زاد نباحهم واشتد عواؤهم، والمدهش أنهم يظهرون أمام الناس على أنهم أبطال ومناضلون وضد كل ما يسىء للمجتمع المصرى.. والواقع الذى لا يقبل الشك أنهم هم كل ما يسىء للشعب المصرى والمجتمع المتحضر..
هؤلاء لا يعرفون حقيقة أخرى مهمة هى أن الشعب المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو لا يقبل أن يخدعه أحد.. ولا يمكن أن يبتلع هذه الأوهام التى يحاول أن يغرسها المنتفعون فى أذهانهم على أنها حقائق.. الشعب أصبح أكثر من أى وقت مضى، متأكدا من حقيقة ما يحدث، عرف عدوه وعرف أصدقاءه. واختبر بحكمته وإرادته القوية من يعمل لمصالحه ولمستقبله.. هذا المستشفى سيبقى شاهدا على واقع يحاول البعض زعزعته والإخلال به.. سيبقى شاهدا على من يعمل بصدق من أجل مصر ومن يعمل من أجل التخريب وإحباط الناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة