الصواريخ تنهمر.. الرئيس يهرب.. الطائرات تحوم.. المدافع تنطلق.. الحوثيون يتقدمون.. الخليج ينتفض.. مصر تدعم.. واشنطن تؤيد.. المدنيون يسقطون.. إيران تحذر.. وإسرائيل سعيدة!
إنها الحرب إذن، حيث اختلطت المصالح الاقتصادية بالمذاهب الدينية، ليتم تمييع الصراع، ويدفع ملايين الطيبين من أهل اليمن فاتورة باهظة التكاليف، إرضاء لمطامع دول، وهوى حكام يتربصون بالسلطة ويحلمون بها.
عندما أشاهد الحرب الدائرة فى اليمن أشعر أننى عدت إلى العصور الوسطى، وأن هذا البلد الجميل الذى شرفت بزيارته مرتين لم يعد كما كان، وأجدنى أتألم على مصير اليمن الذى كان سعيدًا، وأتذكر السرور الذى اعترانى حين هبطت صنعاء للمرة الأولى.
آنذاك - 2006 - كنت مدعوًا من قبل وزير الثقافة اليمنى الأسبق خالد الرويشان، وهو أديب وقاص موهوب، فضلًا على كونه مفتونًا بأم كلثوم أيما افتتان، لدرجة جعلته يقدم تحليلات بالغة الفرادة والجدة عن صوتها وغنائها وعنقها وجسدها!
فى اليمن.. التقيت كبار المبدعين والمثقفين، وعلى رأسهم الشاعر الرقيق الدكتور عبد العزيز المقالح، وقد شرفت بدعوته للكتابة فى دبى الثقافية بناء على توجيهات رئيس التحرير الأستاذ سيف المرى الذى قال لى بالحرف: «نريد أن تتألق دبى الثقافية بمقالات وإبداعات كبار الكتاب العرب من المشرق إلى المغرب». وفى اليمن تجولت مع صديقى الصحفى اليمنى الدؤوب أحمد الأغبرى الذى اصطحبنى فى جولة ساحرة إلى صنعاء القديمة، فرأيت وانفعلت واستمتعت.
أذكر أيضًا أن وزير الثقافة السيد خالد الرويشان دعانا، الشاعر الصديق أحمد الشهاوى وأنا، إلى حضور جلسة خاصة تنظمها جمعية سرية! فارتعبنا، فضحك الوزير وقال إنها جمعية من عشاق أم كلثوم، وبالفعل شرفت بلقاء كوكبة من كبار الشخصيات اليمنية التى اجتمعت على عشق أم كلثوم، حيث تلتف هذه الكوكبة حول كوكب الشرق مرتين فى الشهر.. ينصتون ويتأملون ويحللون.. تُرى.. ما مصير هذه الجمعية السرية الآن؟ وأين روادها؟ وماذا يفعل مؤسسها الصديق خالد الرويشان؟.. لقد اجتمع الأبالسة على اليمن منذ سنين، ويسعون إلى تمزيقه، فهل سينجحون الآن؟
اللهم احفظ اليمن وشعبه ودياره.. فكل بيت فى اليمن بيتنا!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة