سهير جودة

الجريمة الصامتة

الخميس، 19 مارس 2015 11:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العنف البدنى ضد المرأة.. وصمة العار فى جبين المجتمع.. هل هو ثقافة عامة ونظرة دونية للمرأة تستبيح للرجل الاعتداء الجسدى على المرأة؟ وحالة من القبول الاجتماعى أو على الأقل صمت وتجاهل.. ولماذا لا ينعكس المجهود الذى تبذله منظمات العمل الأهلى والجمعيات النسوية على أرض الواقع؟ المؤكد أن معدلات العنف ضد المرأة فى ازدياد، وأن المرأة دفعت ثمن الانفلات الاجتماعى فى السنوات الأخيرة، وبالتالى أصبح العنف ضد المرأة هو الحدث العادى والاعتيادى فى مجتمعنا، وهو الجريمة الصامتة التى يتجاهلها الجميع، رغم أننا ليل نهار نسمع عن مؤتمرات وندوات وعناوين مثيرة ترفض العنف ضد المرأة.

والحقيقية أن المرأة المصرية يحاصرها العنف أينما راحت وأينما ذهبت حتى أصبح العنف ضد المرأة حديث الصباح والمساء، العنف ضد المرأة ثقافة تحمل كل معانى القهر والقمع والتقليل من شأن المرأة ومفاهيم مغلوطة عن الرجولة، الأرقام تؤكد أن واحدة من كل ثلاث زوجات فى مصر يتعرضن للعنف والإيذاء البدنى، إحصائيات ثانية ترفع النسبة إلى ثلثى الزوجات المصريات، الأكيد أن النظرة الدونية للمرأة هى أصل البلاء.

تؤكد دراسة لمركز النديم لتأهيل ضحايا العنف أن 40% من الزوجات المصريات فى الشريحة العمرية من 35:25 سنة يتعرضن للضرب من أزواجهن بسبب أو بدون سبب و28% منهن يتعرضن للضرب لإجبارهن على المعاشرة الزوجية، وثلث النساء المعنفات يتعرضن للضرب المبرح أثناء فترة الحمل.أرقام مخجلة فعلا وللأسف الواقع أبشع من الأرقام والدراسات.

وهناك دراسة أخرى تكشف عن العنف الموجه ضد المرأة فى مصر أنّ واحدة من كل ثلاث نساء مصريات تعرضت للضرب على يد زوجها مرة واحدة على الأقل خلال فترة زواجهما، و17% منهن تعرضن للضرب ثلاث مرات على الأقل، 18% منهن أصبن نتيجة للضرب، و10% منهن احتجن إلى عناية طبية، فى الوقت الذى تحتاج فيه مصر إلى كل طاقات أبنائها للنهوض بها، يتسبب العنف ضد المرأة فى خسارة للمجتمع تقدر بـ144 مليارا و309 ملايين جنيه، وهذه كانت نتائج دراسة عن «التكلفة الاقتصادية نتيجة العنف ضد المرأة أجرتها جمعية النهوض بالمرأة. منها تكاليف مباشرة ناتجة عن الإصابات أو التغيب عن العمل أو التعطل عن القيام بعملها داخل المنزل وتكاليف غير مباشرة بما يتحمله المجتمع من تكلفة عبر الزمن نتيجة نقص قدرات المرأة الإنتاجية وتدنى مساهمتها فى الناتج القومى. زوجة معنفة لن تستطيع أن ترعى أسرة صحيحة، العنف يكسر الروح ويحطم الذات، ومجتمع ثلثى نسائه يتعرضن للعنف لا يمكن أن يكون مجتمعا صحيا متوازنا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة