أعتذر مقدمًا لأنى لم أضع عنوانا يلائم مؤتمر القاهرة الدولى السادس للرواية الذى يعود بعد انقطاع دام خمس سنوات، كما أرجو من القارئ الكريم أن يغفر لى محاولة خلط الكلام عن قضايا الرواية واللغة بأمور الحمامات ونظافتها فى المجلس الأعلى للثقافة، حيث تقام فعاليات المؤتمر، لكن قبل الدخول فى عالم الروايات ودنيا الحمامات، علىّ أن أشير إلى أمرين: الأول يتمثل فى أن مؤتمر القاهرة للرواية جاء فى وقته تماما بعد أن ظن الناس أن البساط يُسحب من تحت أقدام القاهرة، وأنها فقدت بريقها الذى كان، أما الأمر الثانى فيتجلى فى البحوث والدراسات التى قدمت فى هذا المؤتمر، إذ بدا للجميع أنها كتبت بجدية، وأن النقاد والروائيين بذلوا جهودًا مشكورة لإضاءة جوانب خفية فى عالم الرواية كنا فى أمس الحاجة إليها.
أنت تعلم طبعًا أن الرواية تشهد رواجًا كبيرًا منذ عشرين عامًا تقريبًا، وأن الكثير من القراء يقبلون على مطالعة الروايات، كما أن العديد من الدول والمؤسسات المعنية خصصت جوائز سخية للروائيين المتميزين، لذا كان من المفيد أن يناقش المؤتمر هذه القفزات النوعية فى دنيا الرواية العربية، ولكن عندى ملاحظتين أود تحريرهما فى هذا الشأن:
الملاحظة الأولى: كثافة الندوات واللقاءات، لدرجة أن هناك أكثر من فعالية تعقد فى وقت واحد، الأمر الذى أربك الجمهور الذى مضى يطارد هذه الندوة فترة، ليغادرها بحثا عن لقاء آخر، ثم يعود للفعالية الأولى، ثم ينصرف لمتابعة فعالية ثالثة.. وهكذا حتى ضج كثير من الحضور بهذه الفوضى كما قالوا لى.
الملاحظة المؤسفة الثانية مخزية، وتكمن فى عدم نظافة الحمامات فى المجلس الأعلى للثقافة، أكتب هذا الكلام بكل أسى، فبعد أن أنفقت وزارة الثقافة مبالغ طائلة لإقامة المؤتمر من حيث حجز تذاكر الطيران والإقامة فى الفنادق لأكثر من 80 مبدعًا عربيًا إلى آخره... فبعد كل ذلك لا نعرف أن ننظف الحمامات ونصونها؟
أدرك تمامًا أن إحدى مآسينا الإهمال التام لنظافة دورات المياه فى كل مرافقنا، ولكن ألم يكن من السهل توفير عمال نظافة طوال مدة المؤتمر؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة