نبيل شرف الدين

وزير الأوقاف.. وحيدا

الأحد، 15 مارس 2015 11:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بينما تلاحق قوات الجيش والشرطة «الإخوان والدواعش» ميدانيا يتخذ وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خطواتٍ شجاعةً وغير مسبوقة لتجفيف منابع الإرهاب، فجميع المقترحات التى ظلت حبيسة الأدراج وموضع خلافات، تحولت تدريجيا لواقع ملموس بدءًا بقرار أعاد للمنابر رجالها المُعتدلين، فألغى جميع التصاريح الخاصة بالخطباء غير المؤهلين، وحظر اعتلاءهم منابر المساجد الحكومية والأهلية، وجاءت تلك الخطوة بسياق حملة للحيلولة دون الاستخدام السياسى للمساجد، وتصديًا لحملات التشويه التى شنتها ضده «مافيا الدعوة» الموالين لحركات الإسلام السياسى.

وقرر وزير الأوقاف توحيد خطبة الجمعة بمساجد مصر، ولوح بأنه سيضطر لضم أى مسجد تابع لأى جمعية لا يلتزم خطيبها بذلك، انطلاقًا من سياسة مؤداها أن «الأوقاف» هى المسؤولة عن إقامة الجمعة والشعائر بجميع مساجد مصر، وبما أنها ماضية بضمها فإن الأولوية ستكون للمساجد التى لا يلتزم بالخطة الدعوية التى تحددها والمنهج الذى تلتزمه بالدعوة لله بالحكمة والموعظة الحسنة دون توظيف سياسى وحزبى وطائفى للمساجد.

وتوالت قرارات الوزير ليقتحم بقية «جحور الأفاعى» المتمثلة بالتبرعات المُريبة، فمنع جمع الأموال للجمعيات والمساجد، حتى لا تذهب لجهات مجهولة، على أن تخضع التبرعات لآليات وإيصالات تعتمدها «الأوقاف» وتشرف على إنفاقها.

واقتحم الوزير «عُشّ الدبابير» بحظر إقامة صلاة الجمعة بالزوايا التى تقل مساحتها عن ثمانين مترًا، وتجدر الإشارة لخطورة تلك الزوايا التى اعتاد المقاولون تدشينها للتهرب من الضريبة العقارية، وتبدو كعمل خيرى بالإضافة للوجاهة الاجتماعية والورع الزائف التى تمنحها الزاوية للحاج «مالك العمارة» فيتحول لخطيب وإمام، ويضع صناديق تبرعات وتتعدد أنشطته لتشمل تنظيم رحلات الحج والعمرة وتجارة الكتب والشرائط التحريضية.

اقتضت مواجهة تراث المتاجرة بالوازع الدينى الذى تجذر منذ عهد الرئيس السادات وتوحش خلال عهد مبارك، قرارات صارمة، تتجاوز فزاعات الإرهاب الفكرى والطعن بمعتقدات الوزير الذى مضى، ويواصل اتخاذ إجراءاته بصلابة تستحق الإشادة وتتطلب مساندة أجهزة الأمن للتصدى لمافيا الزوايا التى تُشكل «مفارخ التطرف والإرهاب»، إضافة لدور وسائل الإعلام حتى تشرح للمواطنين مبررات قراراته ولا ترضخ الحكومة لابتزاز التيار السلفى المتعصب، الذى لا يدع مناسبة دون إشعال الطائفية.
أخيرا، ليس عدلاً ترك وزير الأوقاف يخوض أشرس معارك «مدنية الدولة» ويواجه بمفرده «مافيا التطرف» التى تسللت للجهاز العصبى للمجتمع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة