صرح ممدوح الدماطى، وزير الآثار، بأن البعثة البلجيكية الأمريكية بالتعاون مع وزارة الآثار، نجحت فى تطبيق تقنية جديدة لنسخ وتسجيل النقوش الصخرية المسجلة بصحراء الكاب بمحافظة أسوان، والتى ترجع تحديدا إلى عهد الملك خوفو من عصر الدولة القديمة، وذلك باستخدام الصور الرقمية عالية الجودة وتحويلها إلى رسومات ثلاثية الإبعاد.
وأوضح ممدوح الدماطى، وزير الآثار، أن هذه النقوش تلقى الضوء على أنشطة الملك خوفو بصعيد مصر، وما تمتعت به منطقة الكاب بالصحراء النائية من اهتمام فى هذا العصر.
وأشار الوزير إلى أن إتمام عمليات النسخ والتوثيق الأثرى لهذه النقوش يمثل أهمية كبيرة باعتبارها تعد من المرات القليلة التى تسجل بها نقوش تنتمى إلى عصر الأسرة الرابعة داخل موقع أثرى بصعيد مصر.
وأضاف ممدوح الدماطى، أنه من خلال هذا التطبيق الجديد يمكن إنجاز عمليات توثيق وتسجيل كافة النقوش المسجلة بمختلف المواقع الأثرية فى مدد زمنية أقصر، بما يحقق نتائج أفضل فى هذا المجال بالمقارنة بالطرق التقليدية.
وقال الدكتور "ديرك هيجر" عضو متحف الفنون والتاريخ ببروكسل وأحد أعضاء فريق العمل، إن هذه التقنية الجديدة لها أهمية بالغة فى نسخ النقوش السخرية وإعداد سجلات لها بما يسهل دراستها والرجوع لها فى المستقبل، وذلك من خلال التقاط الصور الرقمية ذات الجودة العالية من زوايا متعددة، ثم دمجها باستخدام برامج متخصصة مكنت فريق العمل من تحويل هذه الصور ذات البعدين إلى نماذج ثلاثية الأبعاد، تم تحميلها على كمبيرتر لوحى لإعداد رسومات رقمية لهذه النقوش وهو ما يسهل العمل بشكل كبير ويخرج بنتائج أكثر دقة .
وأشار "ديرك" إلى أن هذه النقوش الصخرية تتركز فى موقعين فى الجنوب الشرقى من المستوطنة المصرية الكبيرة بالكاب، أحدهما يعرف باسم "برج الحمام" والذى يحتوى على العديد من النقوش التى من بينها لوحة كبيرة ترجع إلى عام 3500 ق. م، أما الموقع الأخر فيعرف بموقع خوفو والذى يحمل إحدى نقوشه تصوير لمركب يتقدمها صقر ونقش يسجل اسم حورس الذهب وخرطوش الملك خوفو.
من جانبه أضاف الدكتور "جون دارنيل" عضو فريق العمل، أن الموقع أظهر خرطوش الملك خوفو ثلاثة مرات، بالإضافة إلى نقوش أخرى تصور أشكالا آدمية مواكب توضح ثلاثة من بينها استخدام الصوارى الثنائية والتى كانت مستخدمة فى أواخر الدولة القديمة والوسطى للتنقل بنهر النيل، كما تحمل مقدمة إحدى المراكب رأس "قنفذ"، وهو شكل يظهر عليه الكثير من المراكب التى ترجع إلى عصر الدولة القديمة والتى ربما تنتمى فى الأساس لمنطقة إلفنتين، لافتا إلى أن هذه النقوش لم يتم نشرها من قبل بالشكل الذى يتلاءم مع أهميتها التاريخية وما تشير له من حقائق، الأمر الذى يجعل من مهمة توثيقها وتسجيلها ضرورة علمية وأثرية بالغة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة