أخيرا ظهر فى المراكز البحثية الأمريكية شخص عاقل موضوعى يدرك خطر جماعة الإخوان، وخطر اللعب بالنار معها من قبل إدارة أوباما بعد فضيحة استقبال مسؤولين بالخارجية الأمريكية لمسؤولين من الجماعة الإرهابية، والتقاط قياداتها الصور فى مقر الخارجية بشعارات رابعة، الأمر الذى أثار العديد من التساؤلات حول تحولات إدارة أوباما باتجاه دعم الإرهاب صراحة رغم استفحال خطره ووصوله إلى قلب أوروبا.
فرانك جافتى, رئيس مركز سياسات الأمن فى واشنطن، أعلن فى رسالة مباشرة إلى أوباما عبر صحيفة واشنطن بوست انتقاده الشديد للقاء مسؤولى خارجية بلاده لقيادات فى جماعة إرهابية، رغم إعلان هذه الجماعة الجهاد الشامل وتبنيها العنف، ليس هذا فقط، بل قارن «جافتى» فى مقاله بين دعوة الرئيس السيسى لعلماء الأزهر الشريف بضرورة تنقية المناهج من التطرف والحض على العنف، وبين إدارة أوباما التى تتورط فى مثل هذه اللقاءات المشبوهة بين قيادات التطرف والجهاد العنيف.
انتقادات رئيس مركز سياسات الأمن فى واشنطن لإدارة أوباما تفتح الباب واسعا أمام مراجعة جذرية لسياسات الإدارة الأمريكية المتخبطة بين رعاية الإرهاب الإخوانى والمراهنة عليه فى إصرار لتمرير مشروعها المحتضر لتفتيت المنطقة العربية، وبين الانضمام لمعسكر العالم المتحضر فى مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب من القاعدة إلى بوكو حرام وداعش وجماعة الإخوان وعشرات المنظمات والخلايا التابعة لها مثل أنصار بيت المقدس.
الفضيحة الأمريكية تكبر مثل كرة الثلج، خصوصا بعد انكشاف كذب إدارة أوباما التى تحاول بكل الطرق التعمية على الفضيحة وتصويرها على أنها لقاء بين قيادات الإخوان ومسؤولين بأحد المراكز البحثية تارة أو مراسلين صحفيين تارة أخرى، وفى كل مرة تضطر للاعتذار، الأمر الذى يضع أوباما وإدارته فى موقف محرج، بعد ما أعلنته قيادات الجماعة الإرهابية التى خرجت لتقول إنهم طالبوا خلال اللقاء بدعم سعيهم لإسقاط النظام المصرى والإفراج عن أعضاء الجماعة المتهمين فى قضايا الإرهاب والضغط على مصر من خلال الملف الحقوقى والمنظمات الدولية.
الأكثر إحراجا للإدارة الأمريكية ما أعلنته قيادات الجماعة الإرهابية من أن اللقاء جرى فى أجواء إيجابية للغاية، وأن الجانبين اتفقا على مواصلة اللقاءات لمتابعة الوضع فى مصر وتوضيح ما خفى من أمور، ما يعنى صراحة أن الإدارة الأمريكية تسعى لإذكاء العنف والإرهاب فى مصر، وأنها تدعم الطرف الرئيسى المسؤول عن الأعمال الإرهابية فهل هناك رد أمريكى أم أن أوباما مصمم على دعم الإرهاب حتى النهاية؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة