أقباط مصر فهموها وآمنوا بأن وطنهم هو الذى يحميهم ويحتويهم وليست أمريكا، وأصبح استقواؤهم الآن بمصر ورئيسها وشعبها وجيشها، وعندما حرقت كنائسهم ومنازلهم، أثناء حكم المعزول، قال البابا تاوضروس مقولته الرائعة: «وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن»، وتحملوا جنبا إلى جنب إخوانهم المسلمين الخسائر والتضحيات، ولم نعد نسمعهم يصرخون أو يزعمون أن الدولة لا تحميهم.. أما الإخوان فهم عكس ذلك تماما، لا يفهمون ولا يريدون أن يصدقوا أن «المتغطى بأمريكا عريان»، ولا يهمهم أن تتآمر أمريكا على وطنهم وتهدد أمنه واستقراره، فمصر ليست بالنسبة لهم وطنا يسكن فيهم، بل مجرد ولاية إما أن يحكموا شعبها أو يقتلوه.
ذهب وفد من كوادر الإخوان إلى أمريكا يلحسون الأحذية ويقدمون فروض الولاء والطاعة والخيانة، طالبين استدعاء جيوش الغرب لضرب مصر وتكسير عظام شعبها، من أجل إعادتهم إلى الحكم وإحياء شرعية المعزول، فى مقابل التفريط فى سيناء واستكمال مؤامرة تقسيم مصر وتهديد حياة شعبها، وتحويلها إلى مستنقع للإرهاب والإرهابيين، ولأن الأغبياء لا يفهمون فلم يدركوا أن أمن مصر القومى خط نارى يحرق من يقترب منه، وأن شرعية مصر فوق شرعية المعزول وأهله وعشيرته، وأن إرادة المصريين هى الحكم والفيصل، وأن الشعب والجيش والشرطة عاهدوا الله علو افتداء كل شبر بالأرواح والشهداء، أما الجماعة الضالة فلم تعرف يوما معنى كلمة وطن، ولا تعترف بأن الشعب هو الذى يقرر مصيره بإراته، وليس بهوى أمريكا ومشروعاتها الاستعمارية التوسعية، التى لا تستهدف سوى إسرائيل وتحقيق مصالحها وتستنزف موارد دول المنطقة، وتستهلك قواها فى الحروب والنزاعات المسلحة.
لم يتعظ الإخوان الخونة من دروس التاريخ، وأن الذى يبيع بلده يبقى عند أمريكا مجرد عميل قذر، لا يستحق حتى رصاصة الرحمة، كما فعلوا مع شاه إيران الذى أكلوه لحما ورموه عظما ولم يجد قبرا، ولكن الإخوان لا يهمهم كل ذلك، ولا أن يوصمهم التاريخ بالعار، ولا أن تطاردهم اللعنات ومشاعر الغضب والكراهية والاحتقار، فكل شىء عندهم يهون فى سبيل اعتلاء حكم مصر، حتى فوق الخراب والدمار والجثث والدماء، وحتى لو أصبح الوطن بقايا وطن، على غرار ما يحدث فى اليمن وليبيا والعراق وسوريا.
ذهب الإخوان الخونة إلى أمريكا يطلبون عونها ومساعدتها، فى إسقاط نظام حكم وطنى، جاء بإرادة المصريين وقبولهم ويستحوز تأييدا شعبيا جارفا، وتبذل الدولة المصرية قصارى جهدها للنهوض ومواجة الأزمات والتحديات والعبور بالبلاد إلى بر الأمان، بينما الخونة يريدون استكمال مخططاتهم فى توطين الإرهاب والإرهابيين فى سيناء، واستجلاب القتلة المحترفين من شتى بقاع الأرض، ليكونوا بديلا لهم عن جيش مصر وشعبها، لأنهم متأكدون أن الأبطال الذين أقسموا يمين الولاء للدفاع عن الوطن بدمائهم وأرواحهم، لن يفرطوا أو يخونوا أو يبيعوا.
أمريكا لا تعبد إلا أمريكا، ولا تعرف غير مصالحها ولا تتحالف إلا مع أسوأ أنواع الجواسيس والخونة، وبعد أن تستخدمهم وتوظفهم فى أعمالها القذرة سوف تلقى بهم فى أقرب صفيحة زبالة، لأنها تعلم جيدا أن الذى يخون وطنه لا عهد له ولا أمان، ومهما خانوا وتآمروا وتجسسوا وباعوا وطنهم ولحسوا أحذية أمريكا، فليس فى استطاعتها أن تعيد مرسى ولا أهله وعشيرته ولا خيبته وشرعيته، فخيانته تلف حبل المشنقة حول رقبته، مصر تمضى بخطى واثقة نحو الهدوء والاستقرار والتنمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة