أصدر مجمع البحوث الإسلامية، بالأزهر الشريف، بيانا، أكد فيه متابعته من موقع رسالته ومسئوليته الإسلامية - ببالغ الأسى والقلق، ما نشر بشأن قيام تنظيم داعش الإرهابى بإحراق الطيار الأردنى معاذ الكساسبة حيا، وكذا استنادهم إلى أقوال مجتزأة وقصص مختلقة منسوبة زيفا إلى بعض الصحابة وغيرهم، مما يروَّج لها فى بعض وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية، لمحاولة شرعنة تلك الجرائم البشعة التى ترتكب فى حق الإنسانية كلها. والتى تغذى روافد ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الغرب والشرق .
وأكد المجمع على جملة من الأمور، أبرزها ما يلى: أن الإنسان فى الإسلام مكرم بأصل خلقته بعيدا عن معتقده ولونه وجنسه، قال تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا"، وتطبيقا لهذا المبدأ فإن النبى: "كان إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية أوصاه فى خاصته بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيراً ثم قال: اغزوا باسم الله وفى سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً.. الحديث" (أخرجه مسلم فى صحيحه)، وفى صحيح البخارى (2474) أن النبى نَهَى عَنْ النُّهْبَةِ ، وَالْمُثْلَةِ . والنُّهْبَة : أَى أَخْذ مَال الْمُسْلِم قَهْرًا جَهْرًا.
وأضاف البيان أن احترام وتكريم الإسلام للإنسان ليس مقصورا على حياته، وإنما بعد مماته أيضا؛ فقد أمر النبى بدفن قتلى المشركين فى بدر فى القليب، ولم يمثل بقتل المشركين ولم يأمر بإحراقهم، ولا غيره، وأن ما أوردوه من آثار بشأن قيام بعض الصحابة بذلك فإن المجمع ييبن أنها روايات ضعيفة لا يعوّل عليها عند أهل العلم، وعليه فلا يمكن بناء أحكام عليها تهدر حياة الإنسان وإنسانيته وكرامته.
ويؤكد مجمع البحوث الإسلامية أن ما قام به هذا التنظيم الإرهابى التكفيرى، لا يمت بصلة إلى مبادئ الإسلام ومقاصده، والتى من أبرزها الحفاظ على حق الحياة لكل بنى الإنسان على اختلاف معتقداتهم.
كما أكد المجمع على إدانته لمثل هذه الأعمال الإجرامية، التى ترسّخ للعنف والكراهية، وتشويه صورة الإسلام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة