محاضرة بـ"ثقافة سوهاج":الإعلام فى حياة المراهقات أشبه بالمرحلة الانتقالية للمجتمعات

الخميس، 26 فبراير 2015 04:04 م
محاضرة بـ"ثقافة سوهاج":الإعلام فى حياة المراهقات أشبه بالمرحلة الانتقالية للمجتمعات الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج
كتب - عبده زكى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نظمت مديرية ثقافة سوهاج اليوم، محاضرة عن دور الإعلام فى حياة المراهقات للمدارس الثانوية، تحدث فيها الدكتور صابر حارص أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج.

وأوضح صابر أن مرحلة المراهقة فى حياة الفتيات تبدأ من سن 13 أو مع بداية الحيض، وتنتهى فى سن 19 وقد تزيد عامين، لافتا إلى أن المراهقة أشبه بالمرحلة الانتقالية فى حياة المجتمعات، لأنها تتسم بالاضطرابات والتحولات الجسدية والعضوية والنفسية والاجتماعية والانفعالية والعاطفية والوجدانية التى تنعكس على سلوكيات وأفكار وأحلام وقناعات وميول المراهقات لانتقالهن من الطفولة إلى الشباب.

وأضاف أستاذ الإعلام ورئيس وحدة بحوث الرأى العام بأنه من الطبيعى أن تجد غالبية المراهقات مهتمات بجمال وجهها وشكلها وملبسها وأناقتها وتسريحة شعرها وترغب فى جذب الرجال إليها، واكتشاف الجنس الآخر وإقامة علاقة عاطفية معه والرغبة فى الإطراء، وبعضهن يصاب بنوبات الصداع النصفى والأحلام المزعجة والنهم أو الإعراض فى الأكل والإحساس بالكسل والرغبة فى النوم والتفكير فى الإقدام او الإعراض عن الزواج.

وأشار حارص إلى أن نتائج دراسات علمية كشفت عن تعدد العلاقات العاطفية فى مرحلة المراهقة وعدم اقتصارها على تجربة واحدة، وأن الإعلام الجديد ساهم فى ذلك بنسبة كبيرة وجعل المراهقات يتباهين بتعدد التجارب العاطفية وتنوعها مع شباب فى مراحل عمرية مختلفة، كما خلق عند قلة منهن الاعتقاد بزيف هذه العلاقات.

وأكد أستاذ الإعلام أن ثمة مشكلات نفسية وانفعالية واجتماعية تعانى منها المراهقات ويلزم على الأسرة والمدرسة والإعلام مراعاتها فى التعامل معهن كالتطرف فى المشاعر والانفعال الحاد والحساسية المفرطة من النقد والصدام مع الأسرة، والرغبة فى الاستقلال عنها وتفضيل الصديقات والأصدقاء عليها والمعاناة من التوتر والقلق والإحباط نتيجة الفشل فى إثبات الذات وإحساسها بالكبت والقيود الأسرية والاجتماعية وعدم مساواتها مع الذكور فى الحرية والتحرر.

وقال حارص إن الإعلام يتعامل مع المراهقات مرة بتخطيط علمى مدروس، لتحقيق أهدافه التجارية وخاصة عبر الإعلانات والأفلام بغض النظر عن الآثار الجانبية التى تلحق بهن، ومرة ثانية يتجاهل هذا التخطيط العلمى فى برامجه.

وقدم رئيس وحدة بحوث الرأى العام بجامعة سوهاج نتائج بحوث ودراسات علمية تظهر دور الإعلام فى طمس هوية الشباب وتغريبها لصالح النمط الأمريكى والأوربى وتحويلهم إلى كائنات استهلاكية حتى فى تقليد مساكنهم ومنازلهم على الطراز الأوروبى، واهتمام المراهقات بشراء المكياج والموديلات والماركات والأكلات العالمية، وصناعة جيل من الذكور يهتم بمستحضرات العناية بالبشرة والشعر والمساحيق كرمز للوسامة والتألق دون وعى بأضرارها الصحية والجلدية، وأبرزت المحاضرة صوراً عديدة لعلاقة الإعلام التقليدى والجديد بأشكال الانحرافات والفشل الدراسى والإحساس بالاغتراب الذاتى والصراع الثقافى والإخلاقى بين قيم وثقافة جديدة يقدمها الإعلام وقيم وثقافة أصيلة وقديمة يقدمها الوالدين ودور العبادة.

واستعرض حارص صوراً مغلوطة يقدمها الإعلام وخاصة فى الأفلام الجديدة والدراما عامة التى يُخصص لها قنوات طوال اليوم، فتُظهر دخول الأم على المراهقة وصديقاتها أمراً غير مرغوب فيه، لأنها تقطع عليهن متعتهن وربما تصفها على سبيل الكومديا (بهادم اللذات)، فضلاً عن صورة الزواج الحالمة التى تطير بالمراهقات فى السماء بعيداً عن حقائق الزواج فى الواقع ومسئولياته العديدة، وكذلك مداعبة الأزواج لبعضهم البعض بطرقة تخدش الحياء العام فى أماكن عامة، والشتائم والألفاظ النابية التى يتبادلها الأبناء مع الآباء فى الأفلام وتنال إعجاب الجمهور مما يخلق ميولاً لتقليدها فى الواقع.

وتحدث حارص عن نتائج دراسات علمية أبرزت ضعف الاهتمام بمناقشة الإعلام لمشكلات المراهقات وغياب الدراية والمعرفة العلمية لدى الإعلاميين بهذه المشكلات، وغياب النظرة والرؤية التربوية فى نشر وبث ومعالجة قضايا المراهقات، والحاجة الماسة لوسائل الإعلام وخاصة الجديد لمصفاة من الجراثيم التى تسمم فكر المراهقات.
وركز أستاذ الإعلام على الأضرار النفسية والعقلية التى تتركها مواقع التواصل الاجتماعى خاصة على المراهقات فى ضوء هذه السيولة المتدفقة من الروابط والفيديوهات والصور والبرامج والدردشة والتحدث بالعامية والخلط بين الانجليزية والأرقام، وظهور شخصيات جديدة للمراهقات تعيش معظم حياتها فى العالم الافتراضى الموسوم بالكذب والخداع فى كثير من حالاته للبحث عن إشباع الذات وحب الإطراء واكتشاف الجنس الآخر والتسلية والترفيه.

وقال حارص إن نوعية استخدام المراهقات للإعلام الجديد يمثل مشكلة كبيرة تحتاج إلى توجيه وتوعية بأن هذه الوسائل تحمل أيضا كثيرا من المنافع التى يمكن للمراهقات الإفادة منها سواء فى التثقيف الدينى وبناء الشخصية وغيرها.

واقترح صابر فى ضوء تراجع أدوار الإعلام والمؤسسات التربوية فى زمن الاضطرابات والتحولات السريعة أن تعتمد المراهقات على أنفسهن وذواتهن بدرجة كبيرة وتقوم هى بزمام المبادرة لتوظيف المؤسسات ووسائل الإعلام الجديد فى معرفة مشكلاتها وسبل حلولها وعبورها مرحلة المراهقة بأمان.

وفى ختام المحاضرة طالبت مسئولات المدارس الثانوية بنقل هذه المحاضرات من قصر الثقافة الى المدارس الثانوية ذاتها لتعميم الإفادة على الجميع.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة