وقوف الولايات المتحدة الأمريكية بجوار مصر فى محاربتها للإرهاب، ليس فقط ببيانات تصدر من الخارجية الأمريكية أو اتصال هاتفى شهرى بين وزيرى دفاع الدولتين، ولكن المساندة هى مزيد من الدعم العسكرى المتمثل فى أسلحة وذخائر، وهو أمر لم يحدث، أوقف البيت الأبيض إجراءات تسليم 10 طائرات أباتشى و4 طائرات إف 16، وانتقل ملف الطائرات من ورقة أساسية للدعم العسكرى إلى ورقة للعب بمصر وبأمنها القومى، ولأربعة شهور متتالية من الوعود وافقت الولايات المتحدة فقط على تسليم القاهرة الأباتشى وتجمدت صفقة طائرات إف 16.
هنا القيادة المصرية تنبأت أن المستقبل العسكرى المصرى لا يمكن بأى حال من الأحوال الاعتماد على واشنطن فقط، ولابد من التفكير خارج الصندوق بالتواصل مع روسيا والصين والدول الأوروبية من أجل الدعم العسكرى والصفقات المعلنة وغير المعلنة، فكان التواصل الأول مع فرنسا، وهى رائدة مؤخرا فى مجال صناعة الطائرات الحربية، وتحديدا «الطائرة المقاتلة رافال» صاحبة الامتيازات النوعية المهمة عسكريا، وجرى توقيع الاتفاق النهائى بالأسعار والأعداد.
24 طائرة عسكرية رافال فرنسية الصنع، بقدر ما ستحقق كل طائرة نجاحات كبيرة لمصر فى الحفاظ على استقرارها وأمنها القومى، بقدر ما تصدر كل طائرة مع كل طلعة جوية مئات الرسائل للبيت الأبيض.
1 - مصر ليست دولة تابعة للولايات المتحدة، ولا تتلقى معونات عسكرية وفق أهواء البيت الأبيض، ولكن للقاهرة سياساتها العسكرية المستقلة وبدائلها السريعة «خارج الصندوق».
2 - بقدر الأهمية العسكرية لـ«إف S16، بقدر أهمية صفقة طائرات الرافال الفرنسية، لأنها تفوق الـ«إف 16»، مداها 3500 كيلومتر، مقارنة بـمدى الطائرات الأمريكية 1800 كيلومتر.
3 - مصر كانت تواجه أزمة مع طائرات «إف S16، وهو أنها تحتاج إلى «تانكر» طائرت وقود فى حال طيرانها لمسافات طويلة ووقت طويل، وأمريكا فقط من تمتلك «التانكر»، وكنا نستأجره منها وكانت توافق على التأجير فى أوقات وفى أخرى ترفض، أما طائرات الرافال، فلا تحتاج «تانكر» وتطير لمسافات طويلة.
4 - طائرات الرافال الجديدة تلعب دورا قويا فى تطوير منظومة السلاح العسكرية المصرية، خاصة أنها تضم 13 نقطة تحميل ولها القدرة على حمل 9 أطنان أسفل كل جناح.
5 - الرسالة الأخيرة، كانت من القيادة المصرية نفسها، وظهر ذلك فى مراسم توقيع الاتفاق، يتم فى رئاسة الجمهورية وليس وزارة الدفاع، ويوقع على الملأ، وأمام وسائل الإعلام وليس فى الغرف المغلقة كما كان معتادا مسبقا ويحضره رئيس الجمهورية بنفسه، وليس مسؤولى ملف التسليح بالجيش المصرى والفرنسى وتهتم به الصحف العالمية باعتباره تغيرا نوعيا جديدا فى خط السلاح بالعالم، الرسالة مفادها أن مصر تستطيع عسكريا التفكير خارج الصندوق، وتستطيع تنفيذ ما تريد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد مـتولـى
تفكـير إيه إللى خارج الصـندوق