نشر المعهد الإسكندنافى لحقوق الإنسان بحثا أجراه الدكتور هيثم مناع، تحت عنوان "خلافة داعش من هجرات الوهم إلى بحيرات الدم"، الذى يرصد فيه بداية ظهور التنظيم الإرهابى والأيدولوجية التى يعتمد عليها فى كل ما يرتكب من جرائم وبعض رموز التنظيمات الإرهابية الأخرى.
وبالرغم من تعديده لمساوئ التنظيم الإرهابى، والعنف الممنهج الذى ارتكبه أعضاؤه فى العديد من البلدان العربية إلا أن الدكتور هيثم مناع رأى فى ظهور "داعش" عدة فضائل، أولها كشف الخطاب الإخوانى الشعبوى الذى يتحدث منذ حسن البنا إلى سيد قطب وصولا إلى القرضاوى، حيث اعتمد كل من سبق ذكرهم على تخدير عامة الأمة بمقولة "الإسلام هو الحل"، وهم يؤثرون جماعتهم على المجتمع الذى يدعون سعيهم لإصلاحه بالدين.
كما يرجع لداعش الفضل وبحسب الدكتور هيثم مناع فى أنها اختصرت على المفكرين عشرات الكتب والدراسات فى الرد على أطروحات العودة إلى الوراء لبناء "خلافة راشدية على منهج النبوة"، حيث وجدت الجماعة الإرهابية فى الأحاديث النبوية كل ما يغطى عوراتها وجرائمها وتخلفها فى فقه لا يزال له عوراته، إلا أنها فضحت الباطنية السياسية لتوظيف الدين كإستراتيجية سلطة.
ويتابع الدكتور هيثم مناع فى دراسته "داعش"، وليس المثقف النقدى هو الذى أسقط الهالة عن مفهوم الحاكمية لله، وهو الذى ترجم مفهوم جاهلية القرن العشرين لسيد ومحمد قطب فى أرض الواقع.
ورأى الدكتور هيثم مناع أن الداعشى العراقى ينتمى إلى ما وصفه بـ"جيل الثالوث المدنس" (الحروب الإقليمية التى خاضها النظام العراقى، المثل الأقسى مع قطاع غزة، للعقوبات الجماعية فى التاريخ البشرى المعاصر والاحتلال الأمريكى الأغبى فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية).
ويتابع، المواطن العراقى لم ير فى الحداثة سوى صفقات التسليح وشراء وسائل التعذيب وطغيان الحكم وهدر الموارد والطاقات الطبيعية والبشرية، لذا فالتدين العام هو الرد الأولى على حضارة لم تغط المدفع والبورصة والنفط بأى من معالم الشعور بالكرامة الإنسانية"، الأمر الذى رأى فيه هيثم مناع عملية "تدنيس" ممنهجة للوعى لتخلق الأرض الخصبة للعنف والتوحش والهمجية فى العراق.
ولفت الدكتور هيثم مناع فى دراسته إلى أن "داعش" لم يكن ليحقق الانسجام الداخلى فى العراق دون تأصيل التعصب قاعدة والغلو فقها والصرامة والرعب منهجا، حيث أصبح العداء الأعمى للحداثة واختزالها بصناعة المتفجرات والعالم الافتراضى ودور المال هو رد الفعل البدائى المشترك بين التكفيرى العراقى ونظيره القادم من بلدان النفط والغاز، حيث خلقت حالة الفصام قبل النظام السعودى بين ليبرالية السوق والانغلاق السياسى والاستعصاء الثقافى والتلوث الوهابى.
ورأى الدكتور هيثم مناع أن ضباط الجيش العراقى الذى أصدر بول بريمر قرارا بحلّه فى 2003، شكلوا القوة العسكرية والأمنية الأساسية لتنظيم داعش، بل ووضعوا بصماتهم على الأيديولوجية والموقف الشرعى والموقف السياسى للتنظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة