من حق بعض "المغامرين" الذين أفسدوا الحياة السياسية الترشح للانتخابات البرلمانية.. أيضًا من حق الشعب -خصوصًا الشباب الذى يتوق إلى تفعيل مطالب ثورة 25 يناير- أن يُبدع فى تلقينهم الدرس أمام صناديق الانتخابات، ويُظهر لنفسه وللعالم حجم هؤلاء الحقيقى.. طبعًا بعض مدمنى شرب كوكتيل "الخنوع السلبى" سيسارعون إلى الصراخ والتهكم حول عدم جدوى بذل أى مساعٍ أمام قوة المليارات التى ستنفقها هذه العناصر المفسدة لضمان العودة إلى مجلس الشعب.. دون النظر إلى العناصر الإيجابية التى أصبحت تُعزز قدرة الكتلة الانتخابية الراغبة فى التغيير على قلب الموازين لصالحهم، أهمها تحكم "المغامرين" سابقًا فى مراكز القرار السياسى الذى مكنهم من السيطرة على صناديق كل الانتخابات وتحديد الأسماء المبشرة بـ"نعيم المجلس"، انتهى الآن بعدما أصبح تأثيرهم معدومًا على مواقع صنع القرار السياسى ما يُفقدهم جزءًا كبيرًا من عناصر قوتهم ونفوذهم.
حجم المخاوف من نفوذ المال السياسى، وقد أصبح القوة الوحيدة التى يملكها الآن "المشتاقين" إلى العودة، لا تتناسب مع الصورة الجديدة التى صدّرها الشارع المصرى للعالم منذ 25 يناير 2011. شريحة الشباب التى وجهت كل شحنات انفعالاتها واندفاعها نحو الغضب حتى وقعت فى التناقض.. فرغم التأكيد على حقيقة متفق عليها أن الشعب مزق رداء الاستسلام والخنوع بعد ثورة يناير، ما زالت تحكم الشباب مخاوف من قدرة مئات الجنيهات على شراء صوت الناخب.. الثقة فى الوعى العام الذى دفع الشارع إلى سرعة التحرك لرفض من يريدون بيعه فى سوق المصالح السياسية.. ثم الدينية، كلها متغيرات لا تتفق مع هلع المتخوفين أن يعيد الناخب منح صوته لمن كانوا السبب فى خروجه إلى الميادين منذ أربع سنوات.. خصوصًا بعدما فقد "المرفوضين" سلاح التزوير فى الانتخابات.
فى ذات الإطار تدل الممارسات المؤسفة التى أحدثت خدوشًا على معالم الصورة الرائعة، أن فعل "الثورة" يفقد الكثير من مقومات النُبل حين تلغى الثورة "عقلها"، كل الأحداث الحزينة التى صدمت الشارع من استاد بورسعيد إلى استاد الدفاع الجوى -بصرف النظر عن تورط عناصر حازمون أو الإخوان فى إشعالها- تتكرر فيها صورة شباب تدفع به شحنات الغضب إلى حالة "انتحارية" بدلاً من أن يوجه اندفاعه إلى بناء حياة.. شباب يسعى إلى الاصطدام بالأجهزة الأمنية فى المقابل أجواء الشحن والتوتر بالإضافة إلى أوجه القصور فى تدريب وأداء قوات فض الشغب ما زال يضعها فى حالة تخبط عند التعامل مع مواقف الأزمة.. ما يفقدها السيطرة والقدرة على التحرك السريع للانتقال الفورى إلى بدائل تضمن عدم تحول "المستطيل الأخضر" إلى بحيرة للدماء البريئة وحتى لا نستيقظ فى صباح على نفس الكابوس البشع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة