نحب نتصور.. ورانا إيه؟!
تكون مخطئا إذا تخيلت أن الموضة حاليا فى التصوير هى الصور السيلفى، والإنستجرام، وبق البطة، فالنمط الجديد المنتشر حاليا فى التصوير هو «الكاميرا الخفية»، حيث يصطاد المواطن العنتيل ضحيته بطريقة ما من الطرق المختلفة، ويستدرجها ثم يصور نفسه معها فى أوضاع تصفها المواقع الإخبارية بأنها «مخلة»، ويضع مقاطع الفيديو الساخنة على جهاز كمبيوتره الشخصى، متخيلا أنه بهذا خبأها فى خزينة حديدية لن يصل إليها أحد.
تروح الأيام، وتأتى الأيام، وزميلنا فى الوطن العنتيل يواصل مغامراته ويصور، ويصور، ويصور، فهو لا يستمتع إلا بالتصوير، فالعنتيل كان فى طفولته يحب أن يكبر ويصبح ممثلا، ويرى أن دوره الطبيعى أمام الكاميرا، والنجومية مسؤولية، وهو يتفرج ويشاهد زملاءه العناتيل فى الأفلام الإباحية، ثم يغار ويقرر أنهم ليسوا أفضل منه، ويصور نفسه، ويجلس مع الكمبيوتر منفردا وبدلا من الفرجة على الغير، يتفرج العنتيل على نفسه فخورا بإنجازاته، والفيديو مثل القطنة، كلاهما لا يكذب.
يوميا نقرأ ونسمع ونشاهد ونتفرج على سقوط عنتيل جديد من هواة التصوير، والكاميرا لا تفرق بين سلفى أو مدرب كاراتيه أو مرشح مجلس شعب، فالكل على السرير سواء، وإذا فتح النور واشتغلت الكاميرا تساوى كل رجال الأرض، أصبحت الكاميرا لدى العناتيل هى جهاز كشف «الرجولة»، بغض النظر عن الضحية الساذجة التى لم تكتشف وجود الكاميرا إلا حين يفتضح الفيلم وتشاهده أمة تحيا جمهورية مصر العربية.
العنتيل فى الطب النفسى «سيكوباتى»، ضد مجتمعى، يعانى من سلوك «استعرائى»، مندفع، غير متوافق اجتماعيا، يعانى من عقدتى إليكترا والنقص، متناقض، متضخم ذاتيا، إذن هو مريض ندعو الله له بالشفاء، ولكن ما ذنبنا نحن فى تصدره الدائم لقوائم الأخبار أكثر من رئيس الدولة نفسه؟!
الفيديوهات تملأ فضاء الإنترنت، وفى هذه الحالة لا تفتش عن المرأة، ولكن فتش عن فنى الكمبيوتر.
وإذا كان المجرم يحوم دائما حول مسرح الجريمة، فإن العنتيل يحوم دائما حول الويندوز، ففجأة يضرب الويندوز على جهاز العنتيل، أو يصيب الجهاز عطل ما، فيحمله كأنه ابنه ويذهب به إلى محل الكمبيوتر، فيطلب منه الفنى العودة غدا لاستعادته، وبمجرد خروجه يدخل إلى كل الملفات ويأخذ نسخة من الفيديوهات السرية، وهوب، اكتملت أركان الفضيحة.
النصيحة المخلصة فى النهاية هى: لا تثق أبدا فى فنى الكمبيوتر مهما حدث، وابتعد عن «العنتلة»، إن لم يكن خوفا على نفسك فعلى الأقل حتى لا يفتضح أمرك وسط الناس فيعايروا أسرتك بك، وتصبح «عنتيل أهلك».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة