مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عار علينا جميعا أن نحيا لنرى القتلة واللصوص والنهابين يستمتعون بالحرية، بينما يلقى إسلام بحيرى فى السجن، عار علينا جميعا أن يكون للاجتهاد عقاب بدلا من الثواب، وأن تكون الأفكار مطاردة ومرفوضة فى بلدنا التى نريد لها أن تكون متقدمة وعصرية.
ماذا فعل إسلام بحيرى بالضبط حتى يطارد وترفع ضده الدعاوى من محكمة إلى أخرى، وكأنه القاتل الغامض للثوار فى التحرير أو من أحرق تسجيلات الميدان أو من سرق أموال البلد وهربها للخارج؟! ماذا فعل إسلام سوى أن فكر وتأمل فى الأوراق الصفراء والأفكار الفاسدة التى تملأ كتب التراث، ثم اختار أن يواجه شيوخ التطرف وشيوخ التخلف العقلى وشيوخ الفقر الروحى وشيوخ الكراهية والعنف وشيوخ إرضاع الكبير وزواج الأطفال، وأن يتصدى لتنقية التراث مما فيه من أوشاب وأن يقول للناس فكروا ولا تجعلوا الكهنة الجدد ولا الكهنة القدامى وسطاء بينكم وبين الله، أو أوصياء على فهمكم للإسلام.
وماذا يجب أن يكون جزاء إسلام فى نظركم؟ جائزة الدولة التقديرية على جهوده الفكرية فى تحريك البحيرات الآسنة داخل أدمغة الغالبية العظمى من الناس؟ أو حتى جائزة تشجيعية على اجتهاده وسعيه لتجفيف منابع التطرف والإرهاب ومواجهة المد الوهابى الرجعى والمدفوع والمدعوم بدولارات النفط الملوثة لتدمير الثقافة المصرية والروح المصرية والإبداع المصرى؟
لا، لم يحصل إسلام بحيرى على جائزة الدولة التقديرية ولا حتى التشجيعية، بل على العكس من ذلك طارده الغربان المتطرفون والخلايا النائمة فى الأزهر وعملوا على وقف برنامجه التليفزيونى أولا، بينما الغثاء والتخلف والمرض يملأ الشاشات والفضائيات بتصريح أو بدون تصريح ولا من معقب ولا من مدافع عن أدمغة الأجيال الطالعة التى تتقولب على الغلو والتطرف، وبعدها نسأل من أين يأتى كل هؤلاء الإرهابيين؟ وكيف تجد الجماعات المتطرفة أعدادا كبيرة من الشباب جاهزين لغسل أدمغتهم بأفكار داعش والقاعدة والإخوان والدعوة السلفية والوهابية؟
وبعد أن أغلقوا برنامجه التليفزيونى سلطوا عليه المحامين الباحثين عن الشهرة، وهم نوعية وارد الأرياف فكرتهم عن الصعود المالى والمهنى فى مهنة المحاماة المقدسة والعالية مستمدة من الأفلام الهابطة، وتجدهم وراء كل قضية حسبة أو رأى عام ووراء الدعاوى التى تختصم الشخصيات العامة وتسعى لقمع الأفكار ومنع الإبداع بدعوى حماية الأخلاق العامة والفضائل فى المجتمع، هذا الصنف من المحامين تم توجيهه لمطاردة إسلام بحيرى وإجهاده وشغله بالدعاوى وقضايا ازدراء الأديان، من أكتوبر إلى مصر القديمة.
ورغم أن محكمة أكتوبر قضت ببراءة إسلام من تهمة ازدراء الأديان بشكل نهائى وبات، إلا أن سيل الدعاوى فى نفس القضية وبذات المسمى الغامض الملتبس «ازدراء الأديان»، طارد المسكين إسلام إلى محكمة أخرى وهكذا حتى صدر الحكم ضده بالسجن خمس سنوات ثم تم تخفيف الحكم فى الاستئناف إلى سنة واحدة، والآن يحتفل جميع المتطرفين والمتخلفين والمشوهين نفسيا والشواذ فكريا بارتداء إسلام بحيرى البدلة الزرقاء للسجن لمجرد أنه صاحب فكر مخالف.
هل سينتهى الأمر عند هذا الحد ؟ هل سيستريح المتطرفون فى مؤسسات الدولة ممن يزعمون مواجهة التطرف والإرهاب بينما يعملون سرا على دعمه وتغذيته بالعلم الفاسد والأفكار الباطلة؟ هل سيصمت أصحاب الأفكار وسيتراجعون خوفا وهلعا من مصير إسلام؟
لا أظن، سجن إسلام بحيرى سيكون حجرا كبيرا فى بركة التطرف وسيدع العشرات لمواجهة كل أعراض وأمراض التخلف والعنف، ولنرفع من هنا الصوت عاليا بضرورة تنقية التراث من كل الأوشاب والشوائب والخيالات المريضة، لن نقول أحرقوا كتب التخلف والتطرف والزيف، ولكن سنقول اعرضوها وافضحوها واكشفوا من يطالبون بأن تكون وصية على أدمغتنا وإسلامنا، وبعد ذلك ضعوها فى متحف خاص ليكن اسمه متحف التخلف والحماقة، حتى تعتبر منها الأجيال الجديدة، وتعرف إلى أى مدى شاعت كذبة أن القدماء مقدسون لا يخطئون وأن كل اجتهادهم صحيح بينما اجتهادنا باطل، ودعوا الأجيال الجديدة تتعلم أن هذا المنهج المضحك والمريض الموجود فى كثير من كتب التراث الصفراء هو السبب المباشر فى ظهور أمراض التطرف التى نعانى منها وفى انهيار حضارتنا وقيمنا وأخلاقنا.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة