الصورة ليست قاتمة تمامًا.. نرصد معارض ومسارح فنية لدعم المسلمين فى أوروبا

رغم ما يحدث فى العالم من عنف ورغم الاتهامات المبالغ فيها التى تطارد العرب والمسلمين، تحاول بعض البلدان الأوروبية عدم السقوط فى التنميط وتسعى لتحسين صورة العرب والمسلمين وذلك دفاعًا عن الجالية العربية المسلمة التى تعيش فى تلك الدول.

فقد خصص متحف اللوفر جناحًا خاصًا للفن الإسلامى فى مبنى أنيق فى ساحة "فيسكونتى" لعرض قطع رائعة من التحف الإسلامية التى جلبت من مختلف بلدان العالم الإسلامى، وقد اعتبر المختصون بالتراث الإسلامى أن افتتاح جناح فنون الإسلام فى متحف اللوفر حدث مفصلي فى تاريخ العلاقة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، لأنه يعتبر من أهم الأجنحة المخصصة للإسلام وحضارته فى متاحف العالم كله، وهو يتيح لزواره مشاهدة حوالى ثلاثة آلاف قطعة من أفضل القطع الفنية التى جمعت من عشرات البلدان الإسلامية وسط أجواء من ديكور أنيق يجمع الفخامة والعراقة.

وأقدمت فرنسا على خلفية الأحداث الإرهابية الأخيرة فى باريس على افتتاح معرض للصور يتجاوز سلبيات العالم العربى ويكشف جماله، وفى مدخل المعرض توجد صورة لامرأة شابة ترتدى سروالاً "جين" أزرق وحجاب لونه أصفر فاقع مستغرقة فى تلاوة القرآن، هذه الصورة التى تجمع بين اللحظة الروحانية والمعاصرة لتكون على الملصق الإعلانى لمعرض لمصورين فوتوغرافيين يشتغلون على العالم العربى، وافتتحت أبوابه فى 11 من الشهر الجارى لمدة شهرين فى مؤسسات مختلفة بباريس أبرزها معهد العالم العربى.

وشهد معرض إكسبو بمدينة ميلانو الإيطالية، على مسرح إكسبو ميلانو حشدًا جماهيريًا عربيًا وأجنبيًا ليعود المسرح بزواره إلى حقبة من الزمان كان العرب فيها هم من علموا الغرب الحضارة والثقافة فى الوقت الذى كانت أوروبا تعيش وقتها حياة بدائية.
"الرحالة العربى ابن بطوطة".. كان اسم العرض الذى قدمته مجموعة من الفنانين والمبدعين العرب على المسرح الرئيسى والذى خصصته إدارة المعرض ليحتضن العرض المسرحى العربى الوحيد فى معرض إكسبو.
وكان بطل العرض الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة الذى أبهر الجمهور بأدائه الرائع وبخبرة عمره الفنى التى تتجاوز الربع قرن حتى من لم يعرف اللغة العربية.

وشهد المسرح تصفيقًا حادًا لأبو زهرة وأبطال العرض الذين استطاعوا إيصال الوجه الحقيقى للحضارة والثقافة العربية عن طريق فن المسرح فى الوقت الذى يتهم البعض العرب والمسلمين بالإرهاب.

وفى محاولة لتحسين صورة المسلمين فى الغرب دشن الاتحاد الإسلامى فى العديد من الدول الأوروبية على رأسها “النمسا وألمانيا” مبادرات تعريفية بالدين الإسلامى وبشخص النبى “محمد” صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال نشر العشرات من اللوحات الإعلانية التعريفية التى تضم أحاديث نبوية شريفة تظهر سماحة الإسلام وتسامحه، وقد ظهر العديد من هذه اللوحات التعريفية فى الشوارع والميادين العامة ومحطات المترو.

وأكد القائمون على هذه الحملة الناجحة أن المقصود منها هو إظهار سماحة الدين الإسلامى والتأكيد على أن الغرب يحمل صورة خاطئة عن الدين الإسلامى، مشيرين إلى أن هذه الحملة ستساعد فى القضاء على الفكرة الخاطئة التى يحملها الغرب تجاه الإسلام والمسلمين.

ولصق عدد من الأحاديث النبوية الشريفة على الجدران وبمحطات الأتوبيس والمترو وهى “تبسمك فى وجه أخيك صدقة”، قائلين إن العديد من سكان فيينا وبقية المدن النمساوية أصبحوا يحفظونه أكثر من بعض المسلمين هناك، وذلك بسبب تلك اللوحات الفنية الجميلة التى أضفت رونقًا على الشوارع النمساوية، إضافة إلى أحاديث أخرى اختارها منظمو الحملة بالتنسيق مع سلطات كل مدينة ضمن حملة هادفة لتوعية المجتمع النمساوى بتعاليم الدين الإسلامى.