الحكاية الثانية .. جوزي بيضربني ..
بدون اسم لو سمحت .. هكذا بدأت الرسالة الموجزة التي تركتها القارئة
"السلام عليكم، مشكلتي كلها ان جوزي بيضربني على طول، بشكل صعب جداً، عندي طفل، وحامل في طفل تاني، انا مستحملاه عشان بحبه ومش عايزة أطلق، واتكلمت معاه كتير وكل مرة يوعدني ان خلاص مش هيضربني تاني ، ورغم اني حامل لسه بيضربني، ومافيش حد من أهلي راضي يدخل .. ومش عارفة أعمل ايه ؟
التعليق على الحكاية ..
لن تحتاجى الكثير من المجهود أو الأسئلة لتحصلي على إجابات عما فقدتيه بالفعل في هذه العلاقة من كرامة، أو عما فقده قلبك من مشاعر تجاه شخص مد يديه للنيل من مشاعر الاحترام التي تغذي الحب في المقام الأول، ولن يتطلب الأمر منك الكثير لتخيل مشهد حياتكما معاً بعيون طفلك الأول، أو لتخيل مشهد الحياة بعيون طفلك الثاني الذي يعيش هبات الغضب وهو مازال بداخلك، ولن يستغرق منك الأمر وقتاً أطول مما سبق لمعرفة السبب وراء امتناعه عن التوقف عن ضربك يومياً، فأنت صامتة، مستكينة، راضية بما يحدث فلماذا يتوقف ؟
ومن هو الرادع الذي تبحثين عنه من أهلك أو معارفك، ولماذا تنتظرين من الآخرين الدفاع عنك طالما لم تدافعي يوماً عن نفسك، إذا كنت تبررين بقائك في هذه العلاقة بالحب، فالحب الذي تتمسكين من علاقة مضت، انسحق بالفعل تحت دموعك مع العلقة الأولى، ولم يعد بداخله هو مع المرة الأولي التي امتدت يده لتحطم كل ما تبقى من العلاقة، لا وجود للحب في غياب الكرامة، وما يبقيك في هذا المنزل هو الحاجة، والخوف من المجهول، أعلمي جيداً أنه لن يتوقف عن ضربك طالما يعلم انك باقية، وأعلمي أيضاً أن السبيل الوحيد لنهاية ألمك هو الرحيل عنه والتغلب عن الخوف مما ينتظرك بعد هجره، وأعلمي أيضاَ ان انك لست وحدك من يدفع ثمن هذه الحياة، فأطفالك أيضاَ يدفعون ثمن هذه القسوة، ما تعيشينه ليس حباً، وإنما ضعفاً، وما تبحثين عنه من حلول يتلخص في الرحيل فوراً والبداية من جديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة