رأيى أن التحالف العسكرى الإسلامى مسمار فى نعش قوة الردع العربية التى تأجل اجتماع وزراء الداخلية والدفاع منذ أغسطس الماضى إلى الأبد، فلا يمكن أن تحتمل المنطقة كل هذا العدد من التحالفات.. تحالف "خليجى" بقيادة السعودية يخوض حربًا فى اليمن، وتحالف "دولى" بقيادة أمريكا وروسيا، يخوض صراعًا غامضًا فى سوريا، ثم تحالف "إسلامى" بقيادة السعودية، يضم 34 دولة من آسيا وأفريقيا، يقال إنه سيحارب داعش والجماعات المتطرفة الأخرى. المؤكد أن التحالف الإسلامى الجديد، ليس له أدنى علاقة بجامعة الدول العربية، ولا باتفاقية الدفاع العربى المشترك، ويضم دولا غير عربية مثل النيجر ونيجيريا ومالديف والجابون، ولم تكن الجامعة العربية طرفا فى إعلانه، فهو بعيد عنها ولا يعمل تحت مظلتها.
ولم يعلن حتى الآن عن مسرح عمليات التحالف العسكرى الجديد، فالتحالف الخليجى يعمل فى اليمن، والدولى فى سوريا والعراق، أما الإسلامى فحسب تصريح الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودى "سينسق الجهود ضد المتطرفين فى العراق، وسوريا، وليبيا، ومصر، وأفغانستان" وإذا كانت عملية "تنسيق الجهود" يمكن القيام بها دون الحاجة إلى "تحالف عسكرى إسلامى"، فلم تتضح حتى الآن أهداف التحالف ولا آلية تشكيله وإدارته، ولا كيفية تحديد أرض العمليات والعدو المستهدف، والدول التى تشارك فى الجيوش وتسليحها، ومن يتحمل ميزانيتها من الاستفسارات التى شدت انتباهى، كيف يقوم التحالف بتنسيق الجهود، ويضم مصر بجانب تركيا وقطر، وهاتان الدولتان تدعمان الإرهاب فى مصر، وتحتضنان القيادات الإخوانية التى تواجه اتهامات بالتآمر والتجسس والإضرار بالمصالح العليا للبلاد، وفشلت محاولات زعماء الخليج لتهدئة الخلافات والمصالحة، لعدم التزام الدوحة بما يتم الاتفاق عليه، وهذا نموذج من عده نماذج لتناقضات واضحة يمكن أن تفشل عمل "التحالف العسكرى الإسلامى"، فيلقى نفس مصير "قوة الردع العربية".. والله أعلم !
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة