كرم جبر

"اللى يخاف ما يحكمش".. يا مبارك!

الإثنين، 14 ديسمبر 2015 09:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المتوضئون بالأكاذيب كانوا وبالا على الرئيس الأسبق مبارك أثناء حكمه وبعد رحيله، ولو صمتوا بدلا من ادعاء بطولات لم تحدث لكان خيرا لهم، وحافظوا على آخر قطرة من الاحترام، فمنهم من يقول إنه كان يعارض التوريث، وهو مهندس الثوريث، ويتبارى فى استدعاء شجاعته الكاذبة بأثر رجعى، وأنه قال لمبارك الثورة قادمة ضدك، ولكن مبارك لم ينصت لمشورته ونبوءته، فحدث له ما حدث.
ومنهم من يزعم أنه دخل على مبارك فور اندلاع الأحداث، ليخيره بين الخراب والرحيل، ومنهم من كان "يشخط" فى مبارك ويغلق السماعة فى وجهه، ومنهم من رفع إصبعه معنفا وقائلا "اللى يخاف ما يحكمش"!.

فعلا "ما يحكمش" على أى إنسان يقع تحت رحمة شهادات الزور، وهم يعلمون أن مبارك فى حالة من الضعف والصمت، تجعله لن يرد ولن يتكلم، ولكن كان على هؤلاء الذين عملوا معه أن يتسلحوا بالقيم والمبادئ والأخلاق، ولا يحاولون غسل خطاياهم بدمائه، خصوصًا أنهم كانوا شركاء وليسوا متفرجين، ولم يضبط واحد منهم معارضًا أو مختلفًا أو رافعًا صوته أو مشيرًا بإصبعه فى وجه مبارك، بل كانوا يتغزلون فى همسات سيادته التى هى أوامر، ويسبحون بحمده ويفرحون إذا فرح ويحزنون إذا غضب، فسبحان الذى يغير ولا يتغير.. ما بين الأمس واليوم نتقلب من حال إلى حال.

من التفاهة أن يكون مثل هؤلاء هم الشهود الذين يقيمون تلك المرحلة بمزاياها وعيوبها، وكان من المفترض أن يرتفعوا فوق صغائرهم، ويعترفوا بشجاعة وتجرد بالإيجابيات والسلبيات، لاستخلاص العبر والدروس التى تنفع البلاد فى المستقبل، ولكنهم حملوا سيوفا من ورق، وخرجوا علينا بعنتريات لم تحدث، لسبب بسيط هو أنهم كانوا أكثر اشتياقا للسلطة من "عبده مشتاق" نفسه، وربما أجبرهم نفس الاشتياق إلى العودة المستحيلة، ليقولوا شهادات مزيفة، أملا فى استرجاع أحلام لم تتحقق ولن تعود.

ظلموا مبارك مرتين، حين كانوا شركاء فى صنع الأخطاء وزينوها وروجوا لها وصمتوا عليها، ومرة أخرى حين عادوا لتبرئة أنفسهم على حسابه، فخيل لهم أنهم كانوا معارضين أشداء، يقفون أمام المرأة يلبسون دروعا من ورق، ويمسكون سيوفا من حلاوة المولد، ويشهرون لمبارك عيوبه وأخطاء حكمه، فلا يسمعهم ولا ينصت إليهم.

لكن.. لعلهم يدركون أن الناس لا يصدقوهم، بل تزداد تجاههم مشاعر الاستنكار والاحتقار، فإما أن تشهد بالحقيقة ولو كان على حساب نفسك، وإما أن تصمت احتراما لنفسك.. فتحية للذين لن يتلونوا ولم يتحولوا إلى بهلوانات فى السيرك، وخجلا من شجعان البطولات التى لم تحدث .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة