قبل أن ننتقد بذاءات قناة إم بى سى السعودية وهجومها من خلال أحد البرامج الهزلية على التليفزيون المصرى، لابد وأن نسأل أنفسنا أولا عمن سمح لها بالبث من داخل مصر فى سابقة شاذة وغير مسبوقة، فلم نعرف مسبقا أن قناة مصرية سمح لها بالبث المستمر من الرياض أو من أى عاصمة خليجية أو عربية أخرى.
علينا أن نسأل أنفسنا ثانيا، عما جرى ويجرى للإعلام المصرى الذى تحول إلى كوادر مشتتة وموزعة بين القنوات العربية خارج وداخل مصر بينما التليفزيون المصرى يتراجع عاما بعد عام لنقص الكوادر وغياب الرؤى وارتعاشة الأيدى وعدم إدراك أن اللحظة الراهنة هى لحظة الإعلام، فالإعلام يخوض الحروب نيابة عن الجيوش ويغسل الأدمغة ويشكل العقول ويغير الثقافات ويبنى الولاءات والولاءات المضادة.
عن نفسى، لا تهمنى كثيرا بذاءات وهجوم إعلامى مصرى فى قناة سعودية على التليفزيون المصرى، فالمعروف والشائع أن الإعلام السعودى والخليجى عموما لا يريد أن تقوم للإعلام المصرى قيامة من جديد، ويسعى بكل ما يمتلك من أموال لأن يستحوذ على أى نافذة إعلامية يتعدى حضورها الحدود المصرية، لأن تجربة إذاعة «صوت العرب» الفريدة وقدرتها على جذب المستمعين العرب من المحيط إلى الخليج، مازالت حاضرة فى أذهان أصحاب الأموال الخليجيين الذين ينفذون استراتيجية أمنية للسيطرة على المشاهد العربى وفى القلب منه المشاهد المصرى وعيا منهم بأهمية وقدرة وسائل الإعلام على صناعة السياسة وتشكيل العقول.
ما يهمنى حقا هو ما نفعله نحن فى مصر لاستعادة الريادة المفقودة فى عالم الإعلام بقنواته ونوافذه الإخبارية والترفيهية والاقتصادية؟ هل نبذل أى مجهود لتعديل أوضاع التليفزيون المصرى؟ هل نتجه لإنشاء قنوات جديدة قادرة على المنافسة عربيا ودوليا، اعترافا منا بأهمية وسائل الإعلام فى حماية أمننا وشعوبنا وثقافتنا؟ هل تعلمنا أى دروس مما ارتكبته وترتكبه قناة الجزيرة القطرية من جرائم مهنية وسياسية فى حق المصريين؟
إذا كانت كل الإجابات عن الأسئلة السابقة بالسلب، فماذا ننتظر سوى الإهانات والبذاءات من الأراجوزات الذين يعملون عند أصحاب رءوس الأموال السعودية!!!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة