من شرائط الفيديو المتهالكة ورسومات الفن التجريدى التى تحتاج إلى متخصص فى فك الشفرات والألغاز، إلى عين حورس بجميع أشكالها وأحجامها ومقاساتها.
وما بين التصميمات التى أحاطت بها اتهامات السرقةـ تعددت اللوجوهات الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائى التى بلغ عددها 37، بواقع لوجو لكل دورة من دوراته، وهى التصميمات التى انحصرت ما بين دعوات التزييف والسرقة من تصميمات عالمية، وأخرى لم تعكس تاريخ السينما المصرية أو حضارة مصر الفرعونية، ولم تقدم ابتكاراً يذكر بالمقارنة مع لوجوهات المهرجانات العالمية.
فعلى مدار 37 دورة منذ افتتاح فعالياته الأولى فى عام 1976 وحتى هذا الموسم، لم تنجح معظم "اللوجوهات" فى نقل واقع ونبض الشارع المصرى أو نقاش أهم قضايا العصر، فمنها ما شذ عن واقعنا ومنها من فشل فى محاكاة شعارات المهرجانات الغربية ومنه ما أثير حوله اتهامات سرقة من تصميمات محلية وعالمية، وكان أبرزها اللوجو الأخير الذى واجه اتهامات السرقة من تصميم عالمى، وتسبب فى اشتعال اشتباك حوله على هامش فعاليات المهرجان.
وعلى الرغم من الفرصة المتاحة للترويج السياحى وعكس الهوية الثقافية لمصر من خلال "شعار" المهرجان الذى يعتبر واحدا من أكبر المهرجانات السينمائية على مستوى العالم، إلا أن تسلسل الشعارات على مدار الدورات المتعاقبة يثبت أن عنصر الترويج والإبهار لم يستغل فى شعارات المهرجانات بالقدر الكافى.
وبداية من الشعار الأول الذى استخدم رأس أبو الهول بدأت سلسلة التقليدية المعهودة فى استخدام الرموز، ثم محاولة تكرارها وكأنما لا يوجد سوى "أبو الهول" للتعبير عن مصر، فبعد 7 دورات لم يتطور الشعار وعاد مصممه لاستخدام رأس أبو الهول مرة أخرى، ثم انفصل عن الواقع تماماً عام 1984، وقدم "لوجو" عجيبا ليس له معنى واضح ولا حتى يحمل رمزا يستدع التحليل والتفسير، وكأننا نعود للخلف بخلفية زرقاء سادة لا تحمل رسومات ذات معنى.
وفى الدورة الـ20 سنة 1996، قدم نموذجا للكاريكاتير على اعتباره نقلة فى تاريخ "اللوجو" لكن مازالت الشعارات بعيدة تماما عن نقل الواقع المصرى، وفى الدورة 22 حاول التصميم أن يصل إلى العالمية، لكنه انحدر حتى عن مستوى المحلية فكان عبارة عن رأس أبو الهول للمرة الثالثة على التوالى فى مواجهة لصورة فتاة، وفى الدورة الـ25 تحققت مقولة "عبى له واديله" فى التصميمات عندما خرج المهرجان بلوجو لفتاة لا هوية لها ترتدى كل ما أتاحه عالم الموضة من اكسسوارات لا معنى لها.
3 فتيات "قرع" هذا هو شعار الدورة 33 فى عام 2009 لم يفسر أحد حتى اليوم سر احتلالهم شعار واحد من أقوى 10 مهرجانات سينمائية فى العالم، وجاءت الدورة الأخيرة لتختتم سلسلة الاستهتار بتصميم الشعارات، فأحيطت بها الشكوك وأثيرت حولها بعض الأقاويل بالنسبة لسرقة تصميمات اللوجو الرئيسى والمسابقات الداخلية من شعارات عالمية ومحلية.
40 سنة لوجوهات..
ماذا عكست شعارات مهرجان القاهرة السينمائى عن مصر على مدار 40 سنة؟
الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 04:06 م
شعار مهرجان القاهرة السينمائى الأخير
كتبت جهاد الدينارى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة