كنت أتحدث إلى صديقى فى مكالمة طويلة مملة تخطت الخمسين دقيقة، ومازال صديقى يتمسك بالمكالمة فى تحد صريح، وحاولت إنهاء المكالمة مرات ومرات ولكن باءت كلها بالفشل فهو يمتلك قدرة عجيبة على ربط المواضيع ببعضها والاسترسال المستمر كفيضان النهر ولم أجد فرصة للهروب منه سوى مقاطعته وادعائى أن الجهاز سيفصل شحن فى أى وقت وأننى فى انتظار مكالمة دولية هامة حتى انتهى من هذا الجحيم.
إنها الباقة اللعينة فشركات المحمول الثلاث تعرف أننا شعب يعشق الرغى ع الفاضية والمليانة، فسعر الباقة لا يتعدى الجنية وربع يوميا لتعطيك آلاف الدقائق ولا أنكر أن هذه الطفرة سهلت كثيرا من الأمور الحياتية ولكن هناك أيضا إهدار كبير للوقت والمال.
لو حسبناها فمتوسط عدد الخطوط حوالى 100 مليون خط هنفترض أن 70 مليون منهم يستخدمون الباقة بمتوسط 1400 دقيقة ستجد أنها تساوى مليار و600 مليون ساعة شهريا، هذا من ناحية الوقت ومن الناحية المادية يقدروا بـ2.8 مليار جنيه شهريا.
هل هذه المليارات التى تنفق على الاتصالات تتناسب مع الوضع الاقتصادى ومقدار الاستهلاك من الدقائق هل يتناسب مع الإنتاج وحجم الصادرات والحقيقة لا بالعكس هذا الانفاق يرتبط به استيراد أجهزة سمارت فون بالمليارات وهو ما يوضح أن مجال الاتصالات يستنفذ منا الكثير من الجهد والمال.
نحن دائما نفرط فى التكنولوجيا غير المفيدة. هل نستخدم التكنولوجيا فى تسهيل معاناة المواطنين فى أماكن الازدحام والمرتبطة بتنظيم الجماهير. مثل قطع التذاكر. فنرى فى بعض الدول أن حجز التذاكر يتم بنظام بطاقات الدفع مقدما فلا يوجد زحام واشتباكات قد تصل للقتل وطوابير وسوق سوداء كما يحدث لدينا. وأيضا من الممكن ربط جميع المصالح الحكومية ببعضها لعمل استخراج أى أوراق أو شهادات أو رخص تخص المواطن من مكان واحد وتحصيل الرسوم عن طريق الفيزا مباشرة دون الحاجة للوقوف فى طوابير أمام الخزينة أو شراء نماذج ودمغات وصور للبطاقة الشخصية، أعتقد أننا بحاجة للتكنولوجيا التى تساهم فى حل المشاكل التى نعانى منها. تكنولوجيا تضيف لنا وتطور من طبيعة المواطنين. وهذه العملية تتطلب وعى كامل من اجل تطبيق منظومة ذكية تسهل من عمل الدولة مع المواطنين وتقلل من الاحتكاك مع العنصر البشرى فكلما قل العنصر البشرى كلما قل الاهمال. فالدول العربية تطورت كثيرا فى هذه التكنولوجيا وقامت بتطوير شامل لقاعدة بيانات هائلة جعلت الحياة اسهل وابسط.
شخص يتحدث فى التليفون - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة