كريم عبد السلام

حرب المخابرات.. مصر للطيران.. باريس

الأحد، 15 نوفمبر 2015 06:58 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما الذى يحدث بالضبط؟ العلاقات الروسية - المصرية فى أحسن أحوالها، تنسيق على أعلى مستوى فى السياسة والاقتصاد والتعاون العسكرى والأمنى، ورغم ذلك يحظر بوتين رحلات الطيران الروسى إلى مصر، وبعدها بأيام يحظر رحلات الشركة الوطنية مصر للطيران إلى روسيا.

السؤال طرحته على عدد من المسئولين المصريين المرتبطين مباشرة بالشئون الروسية، ولم يجبنى إلا الصمت، ربما لأن المعلومات التى يعرفونها لا يريدون نقلها لوسائل الإعلام ولو من باب المعرفة الشخصية، أو ربما لأن المعلومات التى بحوزتهم ما زالت ناقصة وغامضة، أو أن لا معلومات لديهم حول طريقة تفكير وتحرك الروس فيما يتعلق بموضوع الطائرة المنكوبة فوق سيناء وفوجئوا مثلنا جميعًا بالقرار الجديد بينما المنطق يقول إن مستوى العلاقات بين البلدين يقتضى التنسيق والتفاهم حول أى قرار يمس المصالح الحيوية لكليهما.

التعليقات الغربية الأمريكية والبريطانية حول الطائرة الروسية المنكوبة، تربط بوضوح بين الحادث وبين الدور الفعال لروسيا فى الحرب العالمية على الأراضى السورية، وكيف حملت هذه التعليقات نبرة العقاب حينًا ونبرة التهديد حينًا آخر، وهو ما يجعلنا نفكر بوضوح بعيدًا عن نظريات المؤامرة فى من يصمم ويصنع ويمول الكيانات الإرهابية فى سوريا وغيرها من بلدان المنطقة ومن يدير حروبها وينتصر فى معاركها ويرتكب الجرائم تحت راياتها.

السؤال نفسه يتكرر بعد الأحداث الإرهابية الدامية فى باريس وسقوط أكثر من مائة وسبعين ضحية جراء إطلاق نار وتفجيرات إرهابية بمحيط ستاد دوفرانس وقاعة مؤتمرات باتا كلان، فى عملية وصفتها أجهزة الأمن الفرنسية والأمريكية بأنها "عملية منسقة"، رغم أن محتجزى الرهائن فى قاعة باتا كلان قالوا إنهم يقومون بهذا العمل من أجل سوريا وردًا على العمليات الفرنسية هناك.

نحن إذن أمام حروب أجهزة مخابرات عالمية لا تحصر ميادين عملياتها بأراضى منطقة الشرق الأوسط التى تريدها واشنطن أراضى محروقة حتى تمكن لإسرائيل قبل أن تغادر هى المنطقة نهائيًا، وإنما تنتقل هذه الحرب إلى أراضى ومصالح الأطراف المتصارعة نفسها، وهو ما قد ينذر بحرب متدرجة بين القوى الكبرى المتصارعة، سندفع نحن جزءًا كبيرًا من تكلفتها، الأمر الذى ينقلنا من السؤال المبدئى، ماذا يحدث؟ إلى السؤال النوعى: ما العمل؟










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة