هى صحفية من أصل عربى عاصرت عشرة رؤساء أمريكيين، هى الصحفية التى غطت أخبار البيت الأبيض منذ كان «جون كيندى» رئيساً، ثم إنها كانت أول صحفية ترافق الرئيس «نيكسون» فى رحلته التاريخية إلى الصين فى العام 1971، ورافقت كذلك الرؤساء «فورد»، «كارتر»، «ريجان»، «جورج بوش الأب»، «كلينتون»، و«بوش الابن»، و«هيلين توماس» هى أول صحفية تتولى رئاسة نادى الصحافة القومى فى واشنطن، وتحمل أكثر من 30 جائزة صحفية، وشهادات جامعية فخرية، بينها دكتوراه فخرية من جامعتها «دين ستيت» وقد صنفت واحدة من الـ25 سيدة الأكثر تأثيراً فى العالم، كانت السيدة «ظل رؤساء أمريكا» أو «بوذا البيت الأبيض» بوجهها الجميل وعينيها ذاتى البريق واللمعة المشعة تحمل فوق كتفيها ثمانين عاما ورائحة أنوثة قديمة لم يستطع الزمن أن يتخلص منها وظلت محتفظة بصوت ناعم آسر وهى تتحدث فى محاضرة لها فى جامعة «جورج تاون» عن فلسطين والقنبلة الموقوتة فى منطقة الشرق الأوسط التى لن تكف عن التفجر فى وجه العالم ما لم يسمح العالم الحر بقيام الدولة الفلسطينية وقالت: «قولوا للإسرائيليين أن يخرجوا من فلسطين، يجب أن نتذكر دائما أن هؤلاء الناس محتلون، وأن فلسطين ليست ديارهم، وأن عليهم أن يعودوا إلى ديارهم فى بولونيا وأمريكا وألمانيا والبلدان الأخرى التى قدموا منها، وأى مكان آخر»، قالت ذلك «هيلين توماس»، وتناقل العالم كله ما قالته فأحدث ذلك ما يشبه العاصفة فى الأوساط اليهودية الأمريكية وعلى كل المستويات، وبعد كل محاولات الإعلام الأمريكى قهرها أصدرت تعليقا على موقعها الإلكترونى الرسمى، قالت فيه: «لقد قلت ما أؤمن به وهو أن السلام سيأتى إلى الشرق الأوسط فقط، حين يعترف جميع الأطراف بالحاجة إلى الاحترام والتسامح المتبادل، وأنا أتمنى أن يأتى هذا اليوم قريبا، على الشعب الأمريكى أن يؤمن بهذا، ويجب أن يصدقنى الجميع عندما أقول أن بريطانيا سوف تعيد الروح لكل من الفرنسى «فرانسوا جورج بيكو» والبريطانى «مارك سايكس»، بريطانيا سوف تستخدم أمريكا فى تقسيم هذه المنطقة لتعود إليها مرة أخرى كمنطقة نفوذ لبريطانيا لن تتخلى عنها، وإذا كانت اتفاقية «سايكس / بيكو» كانت السبب فى وصول الشيوعيين إلى سدة الحكم فى روسيا عام 1917، لكن بريطانيا سوف تعود بنفوذها إلى المنطقة دون أن تكون هناك شيوعية، لكن روسيا سوف تكون هناك أيضا فى انتظار بريطانيا لتنافسها فى النفوذ». وطبعا لم يكف الإعلام الأمريكى يومها عن نحل وبر السيدة «ظل رؤساء أمريكا» والتى هى «بوذا البيت الأبيض» تقول فى نفس محاضرتها: «وبالطبع لم يكن الإعلام الأمريكى محايدا فى تغطية التدخل الأمريكى فى العراق، وفى تغطية حرب الإرهاب لتزايد الروح الوطنية وسط الصحفيين، خلال الحرب شىء طبيعى لأن الصحفيين، مثل غيرهم، يميلون إلى تأييد حكومتهم ورفع شعارات الوطنية عندما تشترك بلادهم فى حرب، وهذا شىء مفهوم، لكن ليس معنى هذا أنهم يجب أن يفعلوا ذلك، إذا استمرت الحرب على الإرهاب فقد يغير الشعب الأمريكى رأيه، ويلزم حكومته بإعادة النظر فى سياستها، لن يدوم كل شىء، بعد ظهور قنوات تليفزيون مثل فوكس التى تؤيد البيت الأبيض فى كل شىء وفوكس لا تؤيد البيت الأبيض فحسب، بل إنها جزء منه، وآمل أن يسترد الإعلام الأمريكى مصداقيته، عندما تنتهى الحرب سوف تكون بريطانيا هى الرابحة فى سباق فرض النفوذ، وعندما كنت أطرح أسئلتى عن الشرق الأوسط كانوا لا ينتقدوننى لأن أسئلتى غير محايدة بل إنهم لا يريدون منى أن أسأل عن هذه الأشياء، لأنها تضايقهم ويتمنون لو أنهم لم يسألوا عنها ولا أحد يصدقهم فهم يعرفون من هى «هيلين توماس»، عاشت «هيلين توماس» 95 سنة منها أكثر من 70 سنة صحافة ومع 10 رؤساء لأقوى دولة على ظهر الكرة الأرضية تعمل بالصحافة ولم ترتد جلد أى رئيس أو أى حزب حاكم، فهل ما تقوم به بريطانيا اليوم فى حربها الخفية ضد مصر هو مقدمة لتحقق نبوءة السيدة «بوذا البيت الأبيض»؟
براء الخطيب
نبوءة "بوذا البيت الأبيض": بريطانيا سوف تعيد روح "بيكو" و"سايكس"
السبت، 14 نوفمبر 2015 08:00 م
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة