ويعرض المخرج الإسبانى المعاصر إلبير سورا فيلما سينمائيا بعنوان "وفاة لويس الرابع عشر" الذى يقوم ببطولته الممثل جان بير ليو، والذى يركز على لحظة وفاة الملك الذى حكم البلاد قرابة 72 عاما وهى أطول فترة حكم لملك فرنسى والمعروف "بملك الشمس" نظرا للأعمال الجليلة التى قدمها لبلاده.
كما يلقى الضوء على الجنازة الرسمية التى أجريت له التى شارك فيها ألف شخص و800 خيل من الخيول الملكية و400 فقير فرنسى إلى جانب 2500 شخصية.
من ناحية أخرى، يقام فى قصر فرساى بفرنسا معرض بعنوان "موت الملك" الذى يضم مجموعة من الوثائق والخطط والماكيتات والمخطوطات واللوحات الفنية والرسومات التى أنجزها المعمارى الإيطالى بير لويجى بيزى، والتى تلقى الضوء على حياة هذا الملك الذى كان يعانى من مرض يسبب له آلاما مبرحة فى ساقه اليسرى وهو فى السابعة والسبعين من عمره.
يحتفى العمل، الذى أشرف عليه السينوغرافى الإيطالى بيار لويجى بيزي، بشخصية مصمم الجنازة أندريه دانيكان فيليدور، باعتباره فناناً وإن لم يحظ بهذه التسمية، حيث أشار بيزى إلى قرب المشاهد التى صمّمها ضمن الجنازة من العمل المسرحى بأبعاده الحديثة التى بات فيها العرض متداخلاً مع الفضاء الذى ينتمى إليه، إن كان خشبة أو ساحة أو قصراً أو غيره.
استعادة لويس الرابع عشر، بهذه الكيفية الفنية، يشير أيضاً إلى هاجس العودة إلى الأزمنة الذهبية للشعوب، سواء من خلال أفلام كبرى فى السينما أو من خلال استعراضات، ولعل الاستعراض العسكرى الذى تشرف عليه الدولة الفرنسية كل عام عن إنزال النوماندى أو ذكرى سقوط الباستيل يؤكد ذلك، غير أن "جنازة لويس الرابع عشر" تقول أكثر، حيث أنها تصوّر شخصية "بانى مجد الحضارة الفرنسية".
ويذكر أن قصر فرساى هو نفسه قصر "ملك الشمس" (أشهر ألقاب لويس الرابع عشر)، ما سهّل إعادة تصميم كامل الجنازة حيث اقتضت بالأساس اشتغالاً على الأزياء وتدريب عازفى الموسيقى وضاربى الطبول إضافة إلى إعادة تجسيم التابوت.
يحاول العمل أن يتجاوز الجانب الاستعراضى حيث أنه من المنتظر توزيع كتيبات على الحاضرين تفسّر كل الطقوس التى سيشاهدونها والتى تنحدر من عادات أسرة البوربون التى حكمت فرنسا حتى الثورة الفرنسية سنة 1789.
موضوعات متعلقة..
ملتقى البرلس للرسم على الحوائط والمراكب يواصل عمله لليوم الخامس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة