أحمد الهوان أو "جمعة الشوان" كما هو معروف إعلاميا سيظل اسما محفورا بالذهب فى تاريخ المخابرات العامة المصرية، سيظل الهوان صفحة مضيئة فى تاريخ التجسس المصرى الإسرائيلى لما قدم لمصر من أجهزة متطورة وتضليل العدو الصيونى بمعلومات عسكرية غير صحيحة، كانت لها مفعول السحر فى حرب اكتوبر 1973.
وفى ذكرى رحيله اجرى "اليوم السباع" حوار مع شقيقه سيد الهوان والذى جسد دوره الفنان محمود الجندى فى المسلسل " دموع فى عيون وقحة " كشف خلاله العديد من المفاجآت والبطولات التى قدمها البطل المصر.. وإلى نص الحوار مع شقيق البطل المصرى أحمد الهوان أو جمعة الشوان كما يعرف إعلاميا.
• بداية..من هو أحمد الهوان ؟؟
- احمد الهوان أو جمعة الشوان كما يطلق عليه رجل مصرى مخلص كان يعمل فى السياحة وفى عام 1969 تعرف على عبد السلام المحجوب أو كما كان يطلق عليه "الريس ذكريا" فى رحلة بحرية وعقب ذلك تعرف عليه رجال من الموساد وحاولوا تجنيده وبدأت القصة الشهير التى تم عرضها من خلال المسلسل "دموع فى عيون وقحة" والذى جسدها الفنان عادل إمام لرصد بعض من حياة أحمد الهوان.
• كيف عرفت أن أحمد الهوان يعمل مع المخابرات العامة ؟؟
- كنت اتجول مع أحمد فى أحد الاماكن القريبة من المناطق العسكرية عام 1971 ولاحظت قيامه بالتصوير فى المكان فلم يخطر على بالى شئ وقلت امرى طبيعى ولكن بعد هذا قام العدو الصهيونى بضرب المنطقة ذاتها ونظرت إلى دماء زملائنا التى سالت وبدأت الشكوك تدور بداخلى فتوجهت إلى مبنى المخابرات كأى رجل وطنى مصرى وقمت بإبلاغ المعلومات وتم عمل ذلك خلال امر يدعى وثيقة التعارف، وعقب ذلك وجدت أحمد فى حالة غضب وتم إبلاغى من قبل رجال المخابرات أن أحمد يعمل معهم ولكن كان هناك غضب فى ذات الوقت من جانب رجال المخابرات تجاه أحمد لأننى استطعت كشفه.. وعقب ذلك كنت معه فى معظم خطواته.
• من وجهة نظرك هل المسلسل ابرز أو شرح بطولات الهوان ؟؟
- للاسف المسلسل رصد 7 % فقط من بطولات الهوان بسبب ضعف الامكانيات المادية آنذاك وعدم رصد كل بطولات الهوان فى السيناريو المعد للمسلسل.
• وهل يعنى ذلك أن هناك بطولات للهوان لم يكشف عنها حتى الآن ؟؟
- بالتأكيد وأقوم حاليا بسرد كل ما فعله الهوان فى كتاب ليكون للتاريخ وتوثيق حقيقى لبطل مصرى قدم الكثير لبلاده خلال 12 عام من 1969 حتى عام 1981 أثناء عمله بالمخابرات.
• نريد معرفة جزء من هذه البطولات والتى لم تكشف عنها ؟؟
- سأسرد لك مفاجأة من العيار الثقيل أن أحمد من كشف إبراهيم سعيد شاهين وانشراح على مرسى والذى قام بتجسيد دورهما الفنان سعيد صالح وإسعاد يونس فى مسلسل "السقوط فى بئر سبع" وأن الهوان هو من كشفهم للمخابرات العامة وفضح أنهم يتعاملوا مع إسرائيل، وذلك عن طريق موقف طريف حدث معه فى إسرائيل أنه كان يسير مع أحد الضباط بإسرائيل فوجد شخص يمر بالطريق ويرتد قميص أعجب به أحمد جدا ولم ير شخصا مثله يرتديه وأنه كانت به ألوان تثير الانتباه من شدة جماله وطالب من ضابط الموساد الذى يسير معه أن يحضر له قميص من المحلات فى اسرائيل وعندما عاد إلى مصر وأثناء سيرة بسيارته فى منطقة بالقاهرة وهى مدينة نصر حاليا وجد نفس الشخص يرتدى القميص ويقود سيارة فقام أحمد باصطدامه بالسيارة وأصر أحمد على أن يذهبا إلى قسم الشرطة وتحرير محضر بالواقعة من أجل معرفة أسم هذا الشخص فى المحضر الخاص بالحادث وهو الأهم عنده وهو ما حدث بالفعل فتحرر المحضر وتم التحفظ على الهوان فى قسم الشرطة وطلب أحمد من شرطى أن يحضر له صورة من بيانات الشخص الذى صدمه، وقام بإعطائه رقم تليفون وطالبه أن يقوم بالاتصال به ويبلغهم أن رقم 9 محجوز بقسم الشرطة وعقب خرجه مباشر تم تسليم البيانات للمخابرات العامة وإبلاغهم بالأمر ومن هنا تم متابعة وكشف إبراهيم شاهين وزوجته انشراح.
• كيف كان يتعامل ضباط المخابرات مع الهوان يتعامل اثناء دخوله وخروج من مطار القاهرة وبحوزته حبر سرى ؟؟
- أولا رجال المخابرات لم يسهلوا أى إجراءات على "الهوان" أثناء دخوله وخروجه من المطار وتركوه ليعتمد على نفسه لكى يسير كل شىء بشكل طبيعى، خاصة أن رجال الموساد كانوا يتابعونه خلال إدخال راديو الإرسال الخاص بالشفرات وحتى الجهاز الأخير الذى حصلت عليه مصر وكان غير موجود فى العالم إلا فى حلف الشمال الأطلنطى وإسرائيل والاتحاد السوفيتى وكان شيمون بريز هو من يتابع هذا الأمر بنفسه.
• هل تعرض الهوان لمحاولة الاغتيال بعد أن علمت إسرائيل حقيقته؟؟؟
- حدثت مرة واحدة وكانت فى عام 1995 عندما حضر شخص إلى مقر شركته وهى تعمل فى التوكيلات الملاحية فى منطقة بور توفيق بالسويس ويريد التعامل مع شركته فشعر أحمد بحاسته المخابراتيه أنه ورائه أمر مريب فابلغ المخابرات وقام بتحديد موعد مع هذا الشخص فى أحد الفنادق بالقاهرة وتم عمل كمين له وضبط وعثر معه على مسدس كاتم للصوت واعترف أن الموساد أرسلته لتصفية الهوان وعقب ذلك قام أحمد بإغلاق شركته حفاظا على حياته.
• خلال مرضه.. من قدم له المساعدة؟؟
- قدم الاستشارى الهندسى ممدوح حمزة 200 ألف جنيه ومحمود سعد 250 ألف جنيه وتحدث عدد من الإعلاميين فى الأمر منهم دينا عبر الرحمن وأحمد المسلمانى، وعقب ذلك تدخل اللواء إسماعيل عتمان من قبل القوات المسلحة لرعاية الهوان.
وفى نهاية الحوار قدم سيد الهوان الشكر لـ"اليوم السابع" على طرحه موضوع إطلاق اسم شقيقه على أحد شوارع وميادين المحافظة عبر الجريدة والموقع الإلكترونى فى أكثر من مناسبة على مدار الأعوام الأربعة الماضية منذ رحيله، الأمر الذى أعقبه صدور قرار من اللواء محمد عبد المنعم هاشم أول محافظ للسويس بعد ثورة 25 يناير بتسمية أحد الميادين باسمه وتم تفعيل القرار بعد الضغط الإعلامى للجريدة فى 25 مارس الماضى من قبل اللواء العربى السروى محافظ السويس الحالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة