الحرب التى تشنها حاليًا إسرائيل على المسجد الأقصى طبيعية ومتوقعة فى ظل الاستضعاف العربى، والانقسام الفلسطينى، وضياع هدف المقاومة، وفشل القيادات الفلسطينية بعد ياسر عرفات فى مواجهة الاحتلال على الأرض، وفى الأمم المتحدة.
تل أبيب لا تجد حرجًا الآن من أن تنفذ مشروعها لهدم المسجد الأقصى، وبناء الهيكل الثالث، فمن يقف فى وجهها إذا فعلت، وهى تفعل بالفعل، عبر الاقتحامات المنظمة من قطعان المستوطنين للمسجد، وعبر الحفريات والأنفاق التى تجريها تحت أساسه، وعبر الاستفزازات المتتالية من أعضاء الكنيست ووزراء نتنياهو الذين يتعمدون تدنيس المسجد برفقة حشود عسكرية هائلة.
السيناريو الكارثى لنتنياهو يتعمد إشعال الأوضاع بمحيط الأقصى، وصولًا إلى انتفاضة جديدة تؤدى إلى سقوط عدد من جنود الاحتلال، واحتشاد الفلسطينيين فى القدس لحماية المسجد الأقصى، والدفاع عنه بأجسادهم، لتكون بمثابة الذريعة الجاهزة أمام العالم لقصف المسجد وهدمه على رؤوس الفلسطينيين المحتشدين.
هل ستخسر إسرائيل عددًا من جنودها؟ نعم، هل ستخسر اقتصاديًا بفعل اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة؟ نعم، هل ستتجه أنظار العالم إلى القدس مجددا؟ نعم، لكنها- أى حكومة تل أبيب- ستعرف كيف تدير الضعف العربى، والانقسام الفلسطينى، وضياع هدف المقاومة، والفشل على مستوى القيادة الفلسطينية لتخاطب العالم بلغة دفاعية دعائية، كما لو أنها تواجه الإرهاب، وتدافع عن النظام فى القدس، وأن هدم المسجد إنما جاء قصفًا بالخطأ خلال العمليات العسكرية.
ماذا فعلت القيادة الفلسطينية للمسجد الأقصى؟، وماذا فعلت الميليشيا المسماة خطأ بحركة المقامة حماس؟، وإذا لم يكن هذا هو الوقت لإيلام إسرائيل والدفاع عن الأقصى، فمتى نتحرك للدفاع عنه؟
على الفلسطينيين الآن التوحد فورًا دون أى شروط، وإنهاء حالة الانقسام المخجلة بين فتح وحماس على مكاسب تافهة تضعهما معًا فى مزبلة التاريخ، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية العودة إلى صدارة المشهد، وتشكيل حكومة حرب لمواجهة الانفلات الإسرائيلى المسعور الذى لن يتوقف إلا بهدم الأقصى، وبناء الهيكل الثالث، وتضييع القضية الفلسطينية إلى الأبد، وعلى الدول العربية الحشد فورًا لمواجهة الحرب الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية فى القدس، دوليًا وقانونيًا، وإعلان مساعدتها حكومة الطوارئ الفلسطينية الموحدة حال تشكيلها، لإخبار العالم أجمع بأن تل أبيب لن تستطيع هدم الأقصى وابتلاع القدس نهائيًا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة