رأيى وقد يكون خطأ يقبل الصواب، أن نبتعد باسم الرئيس عبدالفتاح السيسى عن حملات الجدل، وأقصد ما قاله وزير السياحة هشام زعزوع، من استخدام صوره فى حملة «هى دى مصر»، حتى لا يحذو حذوه وزراء آخرون، يرون من حقهم استخدام صور الرئيس فى الدعاية لأنشطتهم فى الداخل والخارج، والأولى بذلك النشاط الاستثمارى، الذى يوفر له الرئيس مظلة سياسية جاذبة، بجولاته المكوكية فى الخارج، وطمأنه المستثمرون العرب والأجانب بعودة الأمن والهدوء والاستقرار للبلاد، واستعادة ثقة العالم التى اهتزت كثيرا فى السنوات الأخيرة، ورفع درجة الجدارة السياسية، لتنعكس بدورها على كل الأنشطة الاقتصادية، بما فيها السياحة.
وكما يزن الرئيس نشاطه وظهوره وكلماته بدقة بالغة، فحملات الدعاية المدفوعة تحتاج ضوابط مشددة، حتى لا تكون دون المستوى أو يساء استخدامها، ولا يجب تحميل الرئيس سلبيات أو إخفاقات قد تحدث، بسبب استخدام صوره بصورة قد تمس مكانة المنصب الرئاسى، مع الإقرار بأن الدعاية الحقيقية يجب أن تركز أولا على وضع استراتيجية سياحية واضحة المعالم، تجيب عن ثلاثة أسئلة: أين نحن الآن؟ أين نريد أن نصل؟ وكيف نصل لهناك؟ بمعنى آخر: ما هو برنامج الحكومة لإحياء السياحة، وليس خطة هشام زعزوع، لأن علاج مشاكل السياحة مسؤولية عدة وزارات، وليس وزارة السياحة وحدها.
الدعاية للسياحة وعودة النشاط السياحى هدف نبيل، واسم الرئيس يحظى بالاحترام والتقدير، وقد تحدث ازدواجية نحن فى غنى عنها، إذا وضعت صوره على أنشطة جادة تتناسب مع مكانة المنصب الرئاسى، وحجبها عن أنشطة أخرى تفرضها عوامل الجذب والتشويق السياحى، فالدعاية التقليدية للأهرامات والأقصر والآثار، تختلف عن الدعاية للسياحة الترفيهية فى شرم الشيخ ودهب ونويبع، والدعاية التسويقية بقواعد السوق تختلف عن الدعاية السياسية بضوابط المنصب الرئاسى، ومنصب الرئيس يجب أن ينأى عن هذا الجدل، وعدم تقزيمه أو تحجيمه فى نشاط دون آخر، لأنه رمز الوطن ويمثل هامته وقامته، ويرعى مصالح الدولة كلها، ويمثل البلاد فى الداخل والخارج، وغير ذلك من الصلاحيات الواسعة، التى يجب الابتعاد بها عن الدعاية فى مجال واحد، وصورة الرئيس ليس مكانها إعلانات الجذب السياحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة